للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وروى ابنُ لهيعة، عن أبي قَبيل، عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إذا أبغض الله عبداً، نزَعَ مِنْهُ الحَياءَ، فإذا نزع منه الحياءَ لم تلقه إلا بغيضاً متبغِّضاً، ونزع منه الأمانة، فإذا نزع منه الأمانة نزع منه الرَّحمة، فإذا نزع منه الرَّحمةَ نزع منه رِبْقَةَ الإسلام، فإذا نزع منه رِبقةَ الإسلام، لم تلقه إلا شيطاناً

مريداً» (١). خرَّجه حميدُ بنُ زنجويه، وخرَّجه ابنُ ماجه بمعناه بإسناد ضعيف عن ابن عمر مرفوعاً أيضاً (٢).

وعن سلمانَ الفارسي قال: إنَّ الله إذا أرادَ بعبدٍ هلاكاً، نزَعَ منه الحياءَ، فإذا نزعَ منه الحياءَ، لم تلقه إلاَّ مقيتاً مُمقَّتاً، فإذا كان مقيتاً ممقتاً، نزع منه الأمانةَ، فلم تلقه إلا خائناً مخوَّناً، فإذا كان خائناً مخوناً، نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً

غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً، نزع رِبْقَ الإيمان

من عنقه، فإذا نزع رِبْقَ الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناً (٣).

وعن ابن عباس قال: الحياءُ والإيمانُ في قَرَنٍ، فإذا نُزِعَ الحياءُ، تبعه الآخر. خرّجه كله حميدُ بنُ زنجويه في كتاب " الأدب ".

وقد جعل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحياءَ مِنَ الإيمان كما في " الصحيحين " (٤) عن ابن عمر: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على رجلٍ وهو يُعاتِبُ أخاه في الحياء يقولُ: إنَّك لتستحيي، كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْهُ، فإنَّ الحياءَ مِنَ الإيمانِ» (٥).

وفي " الصحيحين " (٦) عن أبي هُريرة قال: «الحياءُ شُعبةٌ من الإيمان».

وفي " الصحيحين " (٧) عن عمران بن حصين، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحياءُ لا يأتي إلاَّ بخيرٍ»، وفي


(١) أخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (٧٧٢٤)، وطبعة الرشد (٨٣٢٨)، وابن لهيعة ضعيف.
(٢) في " سننه " (٤٠٥٤).
في إسناده سعيد بن سنان، قال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " (٢٦٨): «متروك الحديث».
(٣) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ١/ ٢٠٤.
(٤) صحيح البخاري ٨/ ٣٥ (٦١١٨)، وصحيح مسلم ١/ ٤٦ (٣٦) (٥٩).
(٥) بعد هذا في (ص): «ولفظه للبخاري».
(٦) صحيح البخاري ١/ ٩ (٩)، وصحيح مسلم ١/ ٤٦ (٣٥) (٥٧) و (٥٨).
(٧) صحيح البخاري ٨/ ٣٥ (٦١١٧)، وصحيح مسلم ١/ ٤٦ (٣٧) (٦٠).

<<  <   >  >>