للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال بعض السَّلف: إنَّ الرجل ليُحبَسُ على باب الجنَّةِ مئة عام بالذنب كان يعملُه في الدنيا (١). فهذه كُلُّها موانع.

ومن هنا يظهرُ معنى الأحاديث التي جاءت في ترتيب دخول الجنَّة على مجرَّد التوحيد، ففي " الصحيحين " (٢) عن أبي ذرٍّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «ما مِنْ عبدٍ قال: لا إله إلاَّ الله، ثمَّ مات على ذلك إلاَّ دخل الجنَّة»، قلت: وإنْ زنى وإنْ سرق؟! قالَ: «وإنْ زنى وإنْ سرق»، قالها ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: «على رغم أنف أبي ذرٍّ»، فخرج أبو ذرٍّ، وهو يقول: وإنْ رغم أنفُ أبي ذرٍّ.

وفيهما (٣) عن عُبادة بنِ الصامت، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ شهد أنْ لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ له، وأنَّ محمداً عبده ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأنَّ الجنَّةَ حقٌّ، والنَّارَ حقٌّ، أدخله الله الجنَّة على ما كان من عملٍ».

وفي " صحيح مسلم " (٤) عن أبي هريرة، أو أبي سعيد - بالشَّكِّ -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: «أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، لا يلقى الله بهما عَبْدٌ

غيرَ شاك، فيُحْجَبُ عن الجنَّة».

وفيه (٥) عن أبي هُريرة: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له يوماً: «مَنْ لَقِيتَ يشهد أنْ لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبُه، فبشِّره بالجنَّة»

وفي المعنى أحاديث كثيرة جداً.

وفي " الصحيحين " (٦) عن أنس: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً لمعاذ: «ما مِنْ عبدٍ يشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبدُه ورسوله إلاَّ حرَّمه الله على النار».

وفيهما (٧) عن عِتبان بن مالك، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الله قد حرَّم على النَّارِ مَنْ قال: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه اللهِ».


(١) أخرجه: ابن أبي شيبة (٣٥٤١٦) من قول أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي.
(٢) صحيح البخاري ٧/ ١٩٢ - ١٩٣ (٥٨٢٧)، وصحيح مسلم ١/ ٦٦ (٩٤) (١٥٤).
(٣) صحيح البخاري ٤/ ٢٠١ (٣٤٣٥)، وصحيح مسلم ١/ ٤٢ (٢٨) (٤٦).
(٤) الصحيح ١/ ٤١ (٢٧) (٤٥).
(٥) الصحيح ١/ ٤٣ (٣١) (٥٢).
(٦) صحيح البخاري ١/ ٤٤ (١٢٨)، وصحيح مسلم ١/ ٤٤ (٣٢) (٥٣).
(٧) صحيح البخاري ١/ ١١٥ - ١١٦ (٤٢٥)، وصحيح مسلم ١/ ٤٤ (٣٣) (٥٤).

<<  <   >  >>