للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بقيَّةِ شرائطِ الصلاةِ، كإزالةِ النَّجاسةِ، وسترِ العورةِ ما ورد في الوُضوءِ مِنَ الثَّوابِ (١)، ولو شَرَكَ بينَ نيَّةِ الوُضوءِ، وبينَ قصدِ التَّبرُّد، أو إزالةِ النَّجاسةِ، أو الوسخِ، أجزأه في المنصوصِ عن الشَّافعيِّ (٢)، وهذا (٣) قولُ أكثرِ أصحابِ أحمدَ (٤)؛ لأنَّ هذا القصدَ (٥) ليسَ بمحرَّمٍ، ولا مَكروهٍ، ولهذا لو قصدَ مع رفعِ الحدثِ تعليمَ الوضوءِ، لم يضرَّهُ ذلك. وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقصِدُ أحياناً (٦) بالصلاةِ تعليمَها للنَّاس، وكذلك الحجُّ، كما قال: «خذوا عنِّي مناسِكَكُم (٧)».

وممَّا تدخُلُ النيةُ فيه مِنْ أبوابِ العلمِ: مسائلُ الأيمان.

فلغوُ اليمينِ لا كفَّارةَ فيه، وهو ماجرى على اللِّسان من غيرِ قصدٍ بالقلبِ إليه، كقوله: لا والله، وبلى والله في أثناءِ الكلامِ (٨)، قال تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (٩).


(١) انظر: الواضح في شرح مختصر الخرقي ١/ ٣٩، ونيل المآرب ١/ ٥٠.
(٢) انظر: الحاوي الكبير ١/ ٩٦، والوسيط ١/ ٧٨، والمجموع ١/ ١٧٧.
(٣) سقطت من (ص).
(٤) انظر: المغني ١/ ١٢٣.
(٥) في (ص): «الفعل».
(٦) سقطت من (ص).
(٧) أخرجه: أحمد ٣/ ٣٠١ و ٣١٨ و ٣٣٢ و ٣٣٧ و ٣٦٧ و ٣٧٨، والدارمي (١٨٩٩)، ومسلم ٤/ ٧٩ (١٢٩٧) (٣١٠)، وأبو داود (١٩٧٠)، والنسائي ٥/ ٢٧٠ وفي " الكبرى "، له (٤٠٦٨)، وابن خزيمة (٢٨٧٧)، والبيهقي ٥/ ١١٦ و ١٣٠، والبغوي (١٩٤٦) من حديث جابر بن عبد الله، به.
(٨) انظر: الأم ٨/ ٥٤ - ٥٥، واللباب في شرح الكتاب ٤/ ٤، وبداية المجتهد ١/ ٥٠٠ - ٥٠١. وقد وردت أحاديث في اللغو في اليمين، روي عن إبراهيم الصائغ قال: سألت عطاء عن اللغو في اليمين، فقال: قالت عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «هو كلام الرجل في بيته، كلا والله وبلى والله». أخرجه: عبد الرزاق (١٥٩٥١)، وأبو داود (٣٢٥٤)، والطبري في " تفسيره " (٣٥٠١)، وابن أبي حاتم في " تفسيره " (٢١٥٥)، وابن حبان (٤٣٣٣)، والبيهقي ١٠/ ٤٩. وروى موقوفاً عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لغو اليمين قول الإنسانِ: لا والله وبلى والله. أخرجه: مالك في " الموطأ " (١٣٦٦) برواية الليثي، والشافعي في " مسنده " (١٧٢٣) و (١٧٢٤) بتحقيقي، وعبد الرزاق (١٥٩٥٢) وفي " التفسير "، له (٢٦٨)، والبخاري ٨/ ١٦٨ (٦٦٦٣)، والنسائي في " الكبرى " (١١١٤٩)، وابن الجارود (٩٢٥)، والطبري في " تفسيره " (٣٥٠٠) و (٣٥٠٧)، وابن أبي حاتم في " تفسيره " (٢١٥٢) و (٦٧٠١) و (٦٧٠٢)، والبيهقي ١٠/ ٤٨ و ٤٩.
(٩) البقرة: ٢٢٥.

<<  <   >  >>