للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وصف الله بمعنى من معاني البشر]

٣٤- ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر.

[رؤية الله حق]

٣٥- والرؤية (١) حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية. كما نطق به كتاب ربنا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:٢٢-٢٣] . وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعلمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال (٢)


(١) ...لا شك أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة من فوقهم كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهم يرون ربهم بأبصارهم رؤية حقيقية كما يرون القمر والشمس صحواً ليس دونهما سحاب؛ وهذا متواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكره سوى المعتزلة ومن تابعهم على الضلال، قال في النونية.
ويرونه سبحانه من فوقهم
نظر العيان كما يرى القمران
هذا تواتر عن رسول الله لم
ينكره إلا فاسد الإيمان
وأما في الدنيا فإنه سبحانه وتعالى لا يراه أحد من عباده؛ ولما سئل النبي عليه السلام؛ هل رأيت ربك قال: ((نورٌ أَنَّي أراه)) أي حالت بيني وبين رؤيته تعالى الأنوار وقالت عائشة: من حذثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب. (م)
(٢) ...اعلم أن الأحاديث الواردة في إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة كثيرة جداً حتى بلغت حد التواتر كما جزم به جمع من الأئمة. منهم الشارح، وقد خرج بعضها ثم قال:
((وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابياً)) . ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول قالها، ولولا أني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الأحاديث ثم قال:

((ليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيها لله، بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئي، ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه، وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟ ومن قال: يُرى لا في جهة. فليراجع عقله!! فإما أن يكون مكابراً لعقله أو في عقله شيء، وإلا فإذا قال يرى لا أمام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته، رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة)) .
قلت: وأما رؤيته تعالى في الدنيا، فقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح أن أحداً منا لا يراه حتى يموت. رواه مسلم: وأما هو نفسه عليه الصلاة والسلام، فلم يرد في إثباتها له ما تقوم به الحجة، بل قد صح عنه الإشارة إلى نفيها حين سئل عنها بقوله:
=... ((نورٌ، أنّى أراه)) ومع ذلك جزمت السيدة عائشة بنفيها كما في الصحيحين، وهذا هو الأصل فينبغي التمسك به. (ن)

<<  <   >  >>