وأما القلم المذكور فهو الذي خلقه الله وكتب به في اللوح المحفوظ المقادير، كما في حديث عبادة بن الصامت الذي رواه أبو داود مرفوعاً ((أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال رب وما أكتب قال أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)) . واختلف العلماء: هل القلم أول المخلوقات أو العرش على قولين حكاهما ابن القيم في النونية، واختار أن القلم خلق بعد خلق العرش ولهذا قال: والناس يختلفون في الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش أو هو بعده قولان عند أبي العلا الهمذاني والحق أن العرش قبل لأنه وقت الكتابة كان ذا أركان وكتابة القلم الشريف تعقبت إيجاده من غير فصل زمان (م)
ب) قلت: وهو المذكور في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢٢] وهو من الغيب الذي يجب الإيمان به ولا يعرف حقيقته إلا الله، واعتقاد أن بعض الصالحين يطلعون على ما فيه كفر بالآيات والأحاديث المصرحة بأنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى. (ن)