لسنا نشبه وصفه بصفاتنا إن المشبه عابد الأوثان كلا ولا نخيله من أوصافنا إن المعطل عابد البهتان ثم اعلم أن الجهمية نفاة الصفات، والجبرية الذين قالوا ليس للعبد فعل اختياري والقدرية الذين قالوا أن العباد يخلقون أفعالهم، والرافضة الذين كفروا الصحابة وسلكوا مسلك الجهمية في نفي الصفات، كل هذه الفرق من فرق الزيغ والضلال والجهم هو الذي ابتدع التعطيل والجبر والإرجاء كما حكاه في النونية وإن نسب منها شيء إلى غيره فلكونه نصرها وأيدها وما أحسن ما قيل: تخالف الناس فيما قد رأوا ورووا وكلهم يدعون الفوز بالظفر فخذ بقول يكون النص ينصره إما عن الله أو عن سيد البشر (م)
(٢) ...كالمقلدة الذين جعلوا التقليد ديناً واجباً على كل ما جاء بعد القرن الرابع من الهجرة، وأعرضوا بسبب ذلك عن الاهتداء بنور الكتاب والسنة، واتهموا كل من حاول الخلاص من الجمود المذهبي، إلى التمسك بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بما شاءت لهم أهواؤهم، ورحم الله إمام السنة إذ يقول: دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار .........لا ترغبن عن الحديث وآله ..................فالرأي ليل والحديث نهار ولربما جهل الفتى أثر الهدى