للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، نزل به الروح الأمين، فعلمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه (١) ، ولا نخالف جماعة المسلمين.


(١) ...اعلم أن القائلين بخلق القرآن أشهرهم طائفتان: إحداهما المعتزلة فإنهم يقولون: القرآن الذي جاء به جبريل هو كلام الله حقيقة ولكنه مخلوق، والثانية المتكلمون من الكلابية وأتباعهم فهم يقولون كلام الله معنى واحد قائم بنفسه تعالى إن عبر عنه بالعبرانية صار توراة وإن عبر عنه بالسريانية صار إنجيلاً وإن عبر عنه بالعربية صار قرآناً. وهذه الخرافة يعتقدونها ديناً يدينون الله به، وهم يوافقون المعتزلة في أن القرآن الذي جاء به جبريل مخلوق إلا أن المعتزلة يقولون هو كلام الله حقيقة والكلابية وأتباعهم يقولون هو عبارة وحكاية عن كلام الله فعلى قول هؤلاء الكلابية وأتباعهم يكون النبي عليه السلام لم يبلغ كلام الله وإنما بلغ ما يدل عليه وما هو حكاية عنه. وفي هذا إنكار للرسالة، لأن الرسول إنما يبلغ كلام المرسل وقد ألزمهم أهل السنة بذلك، قال ابن القيم في النونية:
وإذا انتفت صفة الكلام كذلك ال
إرسال منفى بلا فرقان
فرسالة المبعوث تبلغ كلا
م المرسل الداعي بلا نقصان
إلى آخر ما ذكره من الأبيات العظيمة التي يعض عليه بالنواجذ ومن أعجب العجب أن يتذاكر العالم من أتباع الكلابية في مثل هذه الأبحاث، فإذا مر ذكر الجهمية والمعتزلة قال
=...إنهم قد انقضوا ولم يبق لهم ولا لعقائدهم عين ولا أثر، ولم يدر المسكين أنه هو وارث التهجم والاعتزال، وأن معتقده معتقدهم سواء بسواء. (م)

<<  <   >  >>