للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويكون ذلك بمحاولة تبسيط هذه الأمور العقديّة أو التعبديّة، وتأصيل التدليل عليها من الكتاب المقدّس عند النّصارى، وبيان شيء مما ترمز له من الدلالات.

الجانب الثالث: مهاجمة الإسلام

وهذا القسم هو الأغلب الأعم لوقت المحادثة في هذه الغرف حسب الدراسة. وسوف يكتفى هنا ببيان المسألة بشكل عام، دون الطرح التفصيلي للشبهات، لأنَّ ذلك خصص له الفصل الثاني من هذا البحث. ويمكن إجمال جوانب مهاجمة الإسلام في غرف المحادثة في الآتي:

١) غالب هجوم المنصرين موجه إلى النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -. ويشمل ذلك النسبة العظمى من الغرف النصرانيّة، وتملأ به ساعات الليل والنهار. والمطلع على هذه الغرف يستبين بجلاء أنَّ الهدفَ الأول هو إسقاطُ مكانة النبي - صلى الله عليه وسلم - من نفوس المسلمين، وترسيخُ الصورة الذهنية السيئة عنه عليه الصلاة والسلام في نفوس غير المسلمين (١)، والإمعانُ في تبغيضه إليهم. ولتحقيق ذلك فإنهم يطعنون في صحة رسالته - صلى الله عليه وسلم -، ويطعنون في نسبه الشريف، وفي أخلاقه السّامية.

٢) الطعن في زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه ?، وذلك بنسبة القبائح إليهم.

٣) الطعن في القرآن الكريم. وذلك بتكذيب بعض قصصه، ونسبة بعضها إلى الخرافة. وكذا ذكر شواهد كثيرة يرون فيها تناقضاتٍ وأخطاءً نحويّةً أو تاريخيّةً أو جغرافيةً أو غير ذلك من أوجه مجانبة الصّواب. وكذا التشكيك في موثوقيّة النصّ القرآني الموجود بين أيدي المسلمين اليوم، من خلال تناول قضية جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وتوحيد المصاحف على عهد عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -، ومن خلال كثرة طرح موضوع الأحرف السّبعة، والقراءات السّبع أو العشر.

٤) الطعن في بعض عقائد الإسلام. وذلك كعقيدة القضاء والقدر؛ التي يطرحونها


(١) يقول المهتدي إلى الإسلام الفلبيني ماركو كوربس: «كنت أعتقد بأنَّ المسلمين من عتاة القتلة، وأنهم يعبدون الشيطان والفراعنة ومحمداً كآلهة لهم».انظر: قساوسة ومبشرون ومنصرون أسلموا، الحسيني معدي، ص١٧٤.

<<  <   >  >>