للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خالدةٌ دائمةٌ لأنّها خَتْمُ الشّرائع السّماويّة، واقعيّةٌ في نظرها لحاجات الرّوح والجسد، معصومةٌ صادقةٌ؛ لعصمة وصدق مصدرها (١).

ومع كلِّ هذه المزايا إلا أنّه نالها نصيب كبير من الهجوم، والطّعن، والتّشكيك. وهو ما

سيتناوله البحث في المطلب التّالي.

[المطلب الثاني: أبرز الشبه حول التشريع الإسلامي]

تشهد ساحة الخدمات التفاعليّة عملاً دؤوباً ضخماً لمحاربة الإسلام، والصّدّ عنه، وتشويه كل معالمه.

ويكاد يجزم الباحث في هذا الجانب أنّه لم يبق في الإسلام شيء سالمٌ من الشبهة، نقيٌّ من الطعن، في هذه المنافذ.

إلا أنّ هناك تركيزاً على أمورٍ أكثر من غيرها.

ولعل من أبرز الشّبه المثارة حول الجوانب التّشريعيّة ما يلي:

الشبهة الأولى: أنّ الإسلام صاغ علاقة أتباعه بالأمم الأخرى على أساس القتال، والإرهاب، والإرعاب، والإذلال.

وأنّ هذه المعاني كُرِّست بالتأكيد عليها في نصوص كثيرة من كتاب الله، وسنّة نبيه.

فمن ذلك قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (٢).

وقوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا


(١) انظر: المثالية والواقعيّة في الإسلام، جمعة الخولي، مجلة الجامعة الإسلاميّة، العدد الرابع والأربعون.
(٢) سورة التوبة، الآية ٢٩.

<<  <   >  >>