للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: الرد على الشبه]

يمكن الرد على جدليات النصارى حول النبي - صلى الله عليه وسلم - بشكل مجمل، وآخر مفصل.

المسألة الأولى: الرد المجمل، ويقال فيه ما يلي:

الأمر الأول: سبق في المبحث الأول من هذا الفصل الرد على بعض الشبه حول القرآن الكريم، والخلوص إلى أنّه الحق المبين المنزل من الله تعالى.

فإذا تقرر هذا فإنّ كتاب الله الكريم قد شهد لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بأنّه رسول الله وخاتم النبيين (١)، والمتصف بالخلق العظيم (٢)، والتعامل الرحيم المؤلف للقلوب (٣)، والتبليغ الأمين لتفصيلات الرسالة (٤)، والحرص على تحقيق مصالح الخلق كلِّها، والنأي عن كل ما يلحقهم المشقة والعنت (٥).

ومَن هذا حاله؛ كيف يتأتى لطاعن أن يرميه بشيء في دينه أو خلقه؟!

الأمر الثاني: إذا كان أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شهدوا له بحسن الخلق وسمو التعامل؛ وقد كان بعضهم لصيقاً به، عالماً بأحواله، مع شدة العداوة التي وصلت حد الاقتتال وتطاير الرؤوس والأشلاء، فهل يقبل عاقل منصف؛ طَعْنَ مَن جاء بعد ذلك بقرون؟!


(١) وذلك في مثل قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. سورة الأحزاب، الآية ٤٠.
(٢) وذلك في مثل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. سورة القلم، الآية ٤.
(٣) وذلك في مثل قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}. سورة آل عمران، الآية ١٥٩.
(٤) قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}. سورة الحاقة، الآيات ٤٤ - ٤٦.
(٥) وذلك قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. سورة التوبة، الآية ١٢٨.

<<  <   >  >>