للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنه آياتٌ أُخَرُ فيها اشتباهٌ في الدلالة على كثير من النّاس أو بعضهم، فمن ردَّ ما اشتَبه عليه إلى الواضح منه، وحكّم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى، ومن عكس انعكس» (١).

[المطلب الثاني: دلائل سعي المنصرين لبث الشبهات]

إنّ صاحب أي عقيدة لا يقبل -في الغالب- أن يجابه فيها، ويواجه بما يقلل من

مكانتها، فضلاً عن أن يكذب شيئاً منها.

ذلك أنَّ المعتقد يخالط شغاف القلب، وعندها يتخذه صاحبه ميزاناً يقيس به مواقفه وولاءه وبراءه. والعقد في اللغة أصله: الشّد، وشدّة الوثوق (٢).

ولهذا فإنّ السّاعي لنقل شخص من عقيدة إلى أخرى يبدأ -غالباً- بِهَزِّ يقين المدعو فيما هو عليه من أمور اعتقد صحتها.

وهذا ما جرى عليه المنصرون في القديم والحديث، مع الجزم بأنّ وتيرة هذا الفعل قد تسارعت في السنوات الأخيرة.

فقد «اشتدت في السنين العشر الأخيرة الحملةُ على المسلمين، وبخاصةٍ في ظل النظام العالمي الجديد أو العولمة. وزاد من ضراوتها وسائل البثِّ والإعلام الحديثة، في عصر تدفق المعلومات، والسماوات المفتوحة. واستغل خصوم الإسلام هذه المستجدات فاتخذوها منافذ للانقضاض على قيم الإسلام ومبادئه، بغية تشويه حقائقه أو القضاء عليه إن أمكن» (٣).

وهذه الشبهات المثارة ليست جميعاً محاولةً للتلبيس على المسلمين، بل بعضها هو مبلغ فَهْم أصحابها عن الإسلام. فمن هؤلاء من يعرف الحق ويسعى لتشكيك المسلم فيه، ومنهم من فَهِم عن الإسلام خلاف الواقع فظنّها مطاعنَ وثغراتٍ يمكن هدم الإسلام من خلالها.


(١) انظر: تفسير ابن كثير ٢/ ٦.
(٢) انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس ٤/ ٨٦.
(٣) انظر: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين، علي جمعة محمد، وآخرون، ص٩.

<<  <   >  >>