وهكذا فهذه الأحاديث تؤيد المعتقد النصراني في أنّ المسيح عيسى بن مريم في مقام فوق البشريّة.
الشبهة الثانية: أنّه جاء في السّنّة أحاديث تخالف الحقائق العلميّة، ولا يقبلها المنطق والعقل.
ومن ذلك أنّ الشّمس إذا غربت فإنّها تسجد تحت العرش وتستأذن الله تعالى في
الخروج من المشرق ثانية، وذلك كل يوم.
ومنها نسبة أشياءٍ إلى الشيطان لا يقبلها العقل والمنطق، كأنْ يبول الشيطان في أذني من ينام عن صلاة الفجر، أو أنْ يبيت على خياشيمه، أو أنْ يفر إذا سمع الأذان وله ضراط.
الشبهة الثالثة: أنّه جاء في السّنّة أحاديث تخالف الذوق السليم، والفطر المستقيمة.
ومن ذلك إرشاد من سقط في شرابه ذباباً إلى أنْ يغمسَه ثم يطرحَه ثم يتناولَ هذا الشّراب. وهذا الأمر تنفر منه حتى نفوس المسلمين ولا يفعلونه لما تحمله هذه الحشرة في أرجلها وجسمها من القاذورات، ولما في غمسه في الشراب من زيادة تقذيره.
وكذا الحديث الذي يرشد الآكل إلى لعق أصابعه أو إلعاقها غيره إذا انتهى من طعامه، وفي هذا ما لا يخفى من الاستقذار ومخالفة الذوق وفعل ما تنفر منه الطباع المستقيمة.
[المطلب الثالث: المناهج المتبعة في طرح هذه الشبه]
إضافة إلى ما تقدم من الطرق في المبحثين السّابقين من الأمور المشتركة، يمكن أن يضاف هنا ما يلي:
أولاً: تجنب المصادر الحديثية المعتمَدة -عند الطّرف المناقَش- في أغلب الأحوال، والتنقيب والبحث عن المرويات في الكتب التي لا تعد حجة في نقل أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ككتب الأدب والتاريخ والسير واللغة والرقائق وغيرها.