للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأزواجه حال الحيض، لتعطي معنى غير الذي فهمه سلفُ المسلمين وخلَفُهم.

وفي هذا المبحث ستجد مثالاً آخر عند مناقشة الشبه في المطلب الرّابع.

سادساً: من الأساليب المتبعة في كثير من الشبه تحميل النصوص فوق ما تحتمل، وتنزيلها على ما لا تدل عليه صراحة.

وقد تقدم في المبحثين السّابقين في هذا الفصل أمثلة على هذا المنهج.

وفي الشبه تجاه السّنّة النبويّة تطبيق لهذا المنهج أيضاً. فعلى سبيل المثال نصَّ بعضهم على

أنَّ حديث (إذا وقع الذّباب في شراب أحدكم .. ) (١) يدل على وجوب غمسه وشرب ما وقع فيه، وأنّ مخالفة المسلم لهذا محرمة، لما فيها من مخالفة أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومجانبة الاقتداء به.

ثمّ يرتب على هذا أنّه لو قدَّم المسلم لابنه -فلذة كبده- كوباً من اللبن فوقع فيه الذباب، وجب على الأب غمس الذباب بكامل جسمه في اللبن، وسقيه الولد ولو أبى تقذراً.

ثم تعميم ذلك إلى أنّ الإسلام في كثير من تعاليمه يخالف الفِطَرَ والأذواقَ المستقيمه (٢).

[المطلب الرابع: الرد على الشبه]

يمكن الرد على جدليّات النصارى حول السّنّة النّبويّة بشكلٍ مجملٍ، وآخرَ مفصل.

المسألة الأولى: الرد المجمل، ويقال فيه ما يلي:

الأمر الأول: تقدم في المبحث السابق الخلوص إلى ثبوت نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسقوط المطاعن التي وجهت إليه.

ومقتضى هذا اعتقاد عصمته - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغ عن ربه. فكل ما جاء به فهو الحق من عند


(١) انظر تفصيل الرد على هذه الشبهة في المطلب الرّابع، صفحة ٣٠٨.
(٢) يتكرر طرح هذا في غرف الحوار النصرانيّة على البالتوك.

<<  <   >  >>