وتُوْصِلُهُ إلى المدعو؛ فقد استغلّ الدّعاة ما استجدّ من وسائل.
وكان من أهمها القنواتُ الإعلاميّة التي يسَّرت الوصولَ إلى أعدادٍ كبيرةٍ من النّاس، في أماكنِ سكنِهم ووسائلِ تواصُلِهم وتنقُّلِهم.
ولعلَّ من آخرِ ذلك وأهمِّه؛ وسيلةُ الشّبكة العالمية.
وقد نهض الدّعاة إلى الاستفادة من إمكانات هذه الشّبكة بعدّة أوجه، نذكر بعضاً منها، مع بيان الضوابط المُثلى في الدّعوة عبر الخدمات التفاعليّة، وذلك في المطلبين التاليين، مستصحبين الجزم بأنّ توضيح ذلك بالشّكل الكافي يحتاج لأبحاث مستقلّة متعمِّقة.
[المطلب الأول: جوانب استفادة المسلمين من وسيلة الشبكة]
تعدَّدت أشكالُ الاستفادةِ من الشّبكةِ العالميّةِ في خِدمةِ الدِّين، ويمكن -بشكل مجمل- حصرها في الجانبيين التاليين:
الجانب الأول: الجهد الإسلامي في نشر الإسلام، ومن أمثلته:
أولاً: خدمةُ كتاب الله الكريم
وذلك من خلال نشرِ النصّ القرآني، والعنايةِ بعلوم القرآن كالتفسير والتجويد والقراءات وغيرها، والتسجيلاتِ المرئيّة والصوتيّة لآلاف القراء، ونشرِ تراجم القرآن إلى اللغات المختلفة، والبثِّ المباشر للقراءة الصوتيّة في القنوات الفضائيّة والمحطّات الإذاعيّة، ونشرِ البرامج الحاسوبيّة الخادمة للقرآن الكريم بحثاً وتفسيراً وترجمةً وغيرَ ذلك.
كما أُنشئت مواقع على الشّبكة للجهات الحكوميّة والخيريّة المعنيّة بالقرآن، وكذا مقرءات وحلقات التحفيظ.
وأُنشئت حِلَقُ التحفيظ الالكترونيّة، التي يُشارك فيها دارسون من شتّى بلاد العالم.
وكثُرت المواقع المعنيّة بتدبرِ القرآن، وتلمُّسِ جوانبِ الإعجاز فيه.