للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير، وإنما تكون بالشَّر إذا كانت مقيدة كما في قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (١) (٢)، ولعلها هنا من التبكيت (٣).

اصطلاحاً: جاء في قاموس الكتاب المقدس تعريف المبشر بأنه: "من يعظ ببشارة الخلاص، متنقلاً من مكان إلى آخر، لا يستقر في مكان مخصوص، إنما همه التجوّل؛ يعظ بالإنجيل ويؤسس الكنائس باسم المسيح" (٤).

ثالثاً: تعريف مصطلح الكرازة

لغةً: لم أجد في معاجم اللغة ذكر لمصطلح الكِرازة، ولا التكريز؛ اللذين يستخدمهما النّصارى كثيراً.

وبالرجوع لمادة (كَرَزَ) لا نجد من معانيها ما يتفق مع ما يقصده المنصِّرون بها؛ فالمعاني اللغوية لهذه المادة تدور حول الاختباء والتستر.

قال ابن فارس (٥): «الكاف والراء والزاء أصل صحيحٌ يدل على اختباءٍ وتستُّر ولِوَاذ، يقال: كارَزَ إلى المكان، إذا مال إليه واختبأ فيه» (٦).

والمكارَزَة: الميل إلى الشيء. وكارز في المكان إذا اختبأ فيه، ويقال كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً فهو كارِزٌ إِذا استخفى في خَمَرٍ أَو غارٍ (٧).

اصطلاحاً: عرفت الكرازة في قاموس الكتاب المقدس بأنها "المناداة علناً بالإنجيل العالمَ غير المسيحي". وبأنها "التَّبشير العلني بعمل الله الفدائي بالمسيح يسوع".


(١) سورة آل عمران، من الآية ٢١.
(٢) انظر: لسان العرب، ابن منظور ١/ ٢٨٧ - ٢٨٨، والصحاح، الجوهري ٢/ ٥٩٠ - ٥٩١.
(٣) انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس ١/ ٢٥١.
(٤) انظر: قاموس الكتاب المقدس، مفردة: المبشر.
(٥) هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرّازي. من أئمة اللغة والأدب، وله: مقاييس اللغة- المجمل- جامع التأويل، وغيرها. توفي في الرّي سنة ٣٩٥هـ. انظر: الأعلام، الزركلي ١/ ١٩٣.
(٦) انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس ٥/ ١٦٨.
(٧) انظر: لسان العرب، ابن منظور ٥/ ٣٨٥٣. والخَمَر معناه جماعة النّاس وكثرتهم.

<<  <   >  >>