للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر مستحيل».

ثم طعن في بعض الشّعائر الدينية، فقال: «ولو اقتصرنا على مطالعة ما كُتب عن الحجاب وتعدد الزوجات في الصحف الإسلاميّة يتضح لنا أنَّ ما يظهر لنا من وحدة الأفكار في الإسلام غير صحيح، وهذه الوحدة مهددة بالنزاع والتناقض، ولا ريب أنَّ في فارس والسلطنة العثمانية بل والبلاد العربيّة ألوفاً من المسلمين مقتنعون بصحة النصرانيّة ومخالفتها للإسلام» (١).

وثاني هذين المنصرَين، هو بابا الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، حيث قال في اجتماع مغلق مع قساوسة وأثرياء في الخامس من إبريل عام ١٩٧٣م: "إنّه يجب مضاعفة الجهود التبشيريّة الحاليّة .. وذلك لزحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم أو التمسك به، على أنْ لا يكون من الضروري دخولهم في المسيحيّة، ويكون التركيز في بعض الحالات على زعزعة الدين في نفوس المسلمين، وتشكيك الجموع الغفيرة في كتابهم وفي صدق محمد" (٢).

وأمّا على الجانب العملي فيما يختص بالشبكة العالميّة، فقد رأينا في الفصل الأول أنّ الخدمات التفاعليّة للشّبكة سُخِّرت من قبل المنصرين لبث الطعون والشبهات.

ففي المبحث الأول من ذلك الفصل تبيّن ملءُ المنتديات التنصيريّة بآلاف الموضوعات الساعية للتلبيس والطعن في الإسلام وما يتعلق به.

وفي مبحث المجموعات البريديّة صنفت الرسائل البريديّة إلى أربعة أقسام؛ أحدها يتعلق بالرسائل الطاعنة في الإسلام.

وعند دراسة العمل التنصيري عبر خدمة المحادثة، لُخِّصتِ الجوانبُ التّنصيريّةُ في أربعةٍ؛ أحدها لتوضيح استغلال هذه الوسيلة في الهجوم على الإسلام.


(١) المرجع السابق، ص٥٨. ولكن أين هذه الألوف من بعثته التي استمرت أكثر من أربع وثمانين سنةً؛ لم تنجح خلالها إلا في تنصير أربعة وخمسين شخصاً، كما ذكرت. انظر: أصول التنصير في الخليج العربي، زيقلر، ص١٤٩.
(٢) انظر: معاول الهدم والتدمير، الجبهان، ص٢٤ - ٢٨.

<<  <   >  >>