للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النّاس في دين الله، وتقريبِهم منه.

ويمكن تقسيم هذه الضوابط إلى الأقسام التّالية:

القسم الأول: ضوابطُ عامّة، ومنها:

أن يكون الدّاعيةُ مخلصاً لله تعالى في دعوته، مبتغياً وجه الله دونَ سواه.

أن يكون لديه من رسوخ العقيدة وقوّة اليقين وعُمق الإيمان؛ ما يحول بينه وبين التأثر بالشبهات (١).

أن يكون على بصيرة بما يدعو إليه، لئلا يكون ضرره أكثر من نفعه، وإفساده أكثر من إصلاحه (٢).

أن يكون قدوة للآخرين في استقامة أخلاقه، رحيماً بالمدعوين، يألف ويؤلف، يُخالط النّاس ويصبر على أذاهم، لا يحتقر المدعوين، بل يُنْزلهم منازلهم.

أن يراعي التخصص، بأن يركز على الجانب الذي له فيه تمكن، في العقيدة، أو الفقه، أو الرد على الشبهات، أو بيان سماحة الإسلام وعظمة تشريعاته، ونحو ذلك.

أن يتعلمَّ فنون المحاورة والمجادلة والإلقاء المؤثِّر، فالدّعوة تحتاج لكفاءة في التبليغ والتأثير ومعرفة النّفس البشريّة والاستفادة من الظّروف والأحوال (٣). وعلى الدّاعية أن يعرف الملائم في كلِّ وقتٍ من الأساليب الثلاثة؛ الحكمة بالمراوحة بين اللين والشِّدة، والموعظة الحسنة بالمراوحة بين التّرغيب والتّرهيب، والمجادلة بالأحسن من الحجج المقنعة (٤).

القسم الثّاني: ضوابطُ تتعلق بدعوة النّصارى، ومنها:

أن يفقهَ أولويات دعوة النّصارى، فيبدأَ بما بدأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - في توجيهه لمعاذ - رضي الله عنه -،


(١) انظر: أصول الدّعوة، عبد الكريم زيدان، ص٣٢٢ - ٣٢٣.
(٢) المرجع السّابق، ص٣١٥.
(٣) المرجع السّابق، ص٣٩٥.
(٤) انظر: الدعوة والجهاد في العهد النبوي آداب وحِكم، علي الطّيار، ص٥٦ - ٦٢. وقواعد وضوابط فقه الدّعوة عند شيخ الإسلام ابن تيميّة دراسةٌ فقهيّة، عابد الثبيتي، ص٢٥٨، وأصله رسالة ماجستير.

<<  <   >  >>