للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا سعي لكسبِ تعاطف النّاس، والظهورِ بمظهر الفئة المتحضرة المسالمة التي تمارس عباداتها، بينما المسلمون أناسٌ أهل ظلم واعتداء وإجبار لغيرهم على ترك دينه والتحول عنه إلى الإسلام.

(ب) التركيز على الموضوعات الروحية بغية رفع المستوى الإيماني عند أتباع الملة. ويلاحظ هنا كثرة هذه الموضوعات، وقلّة عدد من يقرؤها أو يعلِّق عليها.

(ج) خدمة الكتاب المقدّس بأنواع متعددة من أشكال الخدمات، وقد سبق ذكر جوانب منها في أول هذا المطلب.

ونتيجةً لهذه الجهود أصبح هذا الكتاب في متناول المتصفحين للشبكة على اختلاف لغاتهم (١)، مشفوعاً بالتفاسير والشروحات والأبحاث والدراسات والأطالس وبرامج البحث فيه (٢). وهذا هدف مهم يسعون لتحقيقه، ولذا ينصون في برامج التدريب التي يقيمها (اتحاد التنصير عبر الإنترنت) على: "وجوب استخدام كل وسائل الاتصال الحديثة لنشر إنجيل


(١) روى الإمام أحمد والدّارمي وغيرهما أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في يد عمر - رضي الله عنه - صحيفةً فيها شيء من التوراة؛ فغضب وقال: (أفي شك أنت يا ابن الخطّاب؟ ألم آت بها بيضاء نقيّة؟ لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي). وفي رواية أحمد زيادة: (لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به). وقد حسّن الألباني الحديث بشواهده الكثيرة التي منها حديث خالد بن عرفطة، وفيه أن عمر - رضي الله عنه - لمّا سأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما هذا في يدك يا عمر؟)؛ قال: (كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا). انظر: إرواء الغليل، الألباني ٦/ ٣٤ - ٣٦.
ولمّا سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة عن حكم قراءة الإنجيل؛ قالت: "الكتب السّماويّة السّابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريف والتضارب بينها". انظر: فتاوى اللجنة، جمع وترتيب أحمد الدويش ٣/ ٤٣٣ - ٤٣٤.
وخلاصة مسألة قراءة المسلم للكتاب المقدس- والله أعلم- أنّ ذلك جائز بشرطين؛ أولهما: الحاجة لذلك، ودليله فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا أنكر اليهود أن حكم الزاني في كتابهم الرجم؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين). والحديث رواه مسلم في صحيحه، في كتاب الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا، ح١٦٩٩، ٢/ ٨١٢. والشرط الثّاني: أن يكون ذلك ممّن أوتي علماً يستطيع به دفع الشبهات، لأن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
(٢) هناك منتديات مخصصة للكتاب المقدس عندهم؛ مثل منتدى نور الإنجيل، ومنتديات إنجيل المسيح.

<<  <   >  >>