للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في صلاتك فصلِّ صلاة مودِّع، ولا تكلّم بكلام تعتذر منه غداً، وأجمع اليأس ممّا في أيدي الناس)) (١).

فهذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا، إذا أخذ بها العبد تمت أموره وأفلح (٢).

ولهذا قال عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمسك عليك لسانك، وليسعْك بيتُكَ، وابكِ على خطيئتك)) (٣).

وينبغي للمسلم أن يشغل لسانه بذكر الله تعالى، وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة؛ فإن من لم يشغل نفسه، ولسانه بالخير، انشغل وأشغله لسانه، وأشغلته نفسه بما يضرّه.

كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين

العلم ما قال فيه حدَّثنا ... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

هذا وأسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح،


(١) أخرجه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الحكمة، برقم ٤١٧١، وانظر: صحيح ابن ماجه،
٢/ ٤٠٥، وأخرجه أحمد، ٥/ ٤١٢.
(٢) انظر بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار لعبد الرحمن السعدي، الحديث رقم ٧٤.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في حفظ اللسان، برقم ٢٤٠٦، وقال: ((هذا حديث حسن))، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٢٨٧، وصحيح الجامع، برقم ١٣٨٨.

<<  <   >  >>