للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البشرية وعذبها لأن أباهم الأول قد أكل فاكهة من حديقته" (١).

وينقد فولتير الطقوس السبعة نقداً مريراً، ويسخر من الكتاب المقدس سخرية لاذعة، تتجلى في قوله تعليقاً على معلومات التوراة الجغرافية:

(من الواضح أن الله لم يكن قوياً في الجغرافيا) (٢)، وقوله: إن صيام المسيحية دواء للفقراء لا يتعاطاه الأغنياء "ويرى" أن الطقوس والشعائر والعبادات والاحتفالات الدينية جرائم محلية يعاقب عليها كل من يزاولها لأنها ضارة بالمجتمع خاصة إذا تمت في صورة أضاحٍ وقرابين " أما آراؤه السياسية فقد عبر عنها بقوله:

"إن التوحيد بين الدين والدولة لهو أبشع نظام، لذلك يجب إلغاؤه وإقامة نظام آخر يخضع فيه رجال الدين لنظم الدولة، ويخضع فيها الراهب للقاضي" وقوله:

"إنه لا يمكن طاعة البشر باسم طاعة الله، لابد من طاعة البشر باسم قوانين الدولة" ولقد جزعت الكنيسة من هذه الانتقادات والآراء جزعا شديداً، ولعنت فولتير وأشياعه وكفرتهم، وحرمت قراءة كتبهم وتعرض فولتير للمضايقة والاضطهاد من قبل رجال اللاهوت، حتى إنه قال مخاطباً إنسان ذلك العصر: " أنت طائر في قفص محاكم التفتيش، لقد قصت محاكم التفتيش جناحيك " (٣).

وفي إنجلترا طور جيبون النقد التاريخي للمسيحية في كتابه " سقوط الامبراطورية الرومانية واضمحلالها" " أما هيوم فقد ابتدع


(١) سلسلة تراث الإنسانية: (٨، ٧٨، ٨٠).
(٢) قصة النزاع (١٩٠).
(٣) مقتطفات من سلسة قراءات إنسانية: (ج:٨)، (ص:٨٠ - ٨٧).

<<  <   >  >>