- الفصل الأول: هل للعلمانية في العالم الإسلامي مبرر؟؟:
العلمانية فكرة مستوردة لا يشك في ذلك أعداؤها ولا يماري فيه أحد من دعاتها، ومعنى ذلك -بداهة- أنها ليست من صميم الإسلام ولا هي حتى من إنتاج المنتسبين إليه، ولذلك وجب -قبل كل شيء- أن ننظر إليها نظرتنا إلى أية بضاعة مستوردة من جهة حاجتنا إليها أو عدمها، فما لم نكن بحاجة إليه فإن المفروض فينا باعتبارنا عقلاء أن نميز ونختار ونأخذ أخذ الواعي الحذر.
وبتطبيق هذه البدهية على العلمانية، نجد أنها بضاعة نحن في غنى تام عنها، أي أن من الحمق والغباء أن نستجلبها حتى وإن كانت نافعة ومجدية بالنسبة للمجتمعات والظروف التي أنتجتها، فكيف إذا كانت -كما سبق- ما دخلت مجالاً من مجالات الحياة إلا وثمرتها الشقاء المطبق والضياع المرير؟!
ثم إنه يجب -سلفاً- ألا ننسى أننا لسنا مخيرين أصلاً في قبول هذه الفكرة أو رفضها، وإننا حتى ونحن نناقشها على ضوء هذه البدهيات - إنما نناقشها من قبيل الفرض الجدلي والنزول إلى مستوى الخصم:((وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [سبأ:٢٤]، وإلا فإن ما سيأتي تقريره من حكم العلمانية في دين الله لا يدع لنا فرصة للتفكير أو التردد.