للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزاد عدد المختزلات وعاملات المصانع والحوانيت فأصبحت هذه الزيادة وحدها تحتم تحريرهن من القيود السياسي ة، وكان حقهم في حماية مصالحهن الاقتصادية يتضمن أن القضاء والجمعية التشريعية، بل الشرطة لم يكن يستطاع إبقاؤها مغلقة دونهن، وتجادل الناس خمسين عاماً في هذا الأمر فلم ينتبهوا إلى شيء ذي عناء حتى جاءت الحرب بضراوتها فأوضحت ما للمرأة من شأن خطير في الحياة الاقتصادية، ولم يعد في وسع الرجل الذي أشاح عن كل نداء أن يعرض عما انطوى عليه هذا المشهد الذي زادته الحرب روعة وجلالاً) (١).

هكذا صور البعض ولكن الواقع كان شيئاً آخر يختلف تمام الاختلاف، مما حدا بالكثيرين إلى رفع صيحات الخطر والتحذير حتى من النساء أنفسهن:

تقول الكاتبة الإنجليزية أني رود عن ذلك: "إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد.

أياليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق، اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة أولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء، نعم إنه عار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية، وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها" (٢).

وتقول الكاتبة اللادي كوك أيضاً:


(١) المصدر السابق: (١/ ٤٠٩).
(٢) الإسلام روح المدنية: مصطفى الغلايينى: (٢١١).

<<  <   >  >>