الموطأ) (١) ويهاجمون صحيح البخاري، ويمجدون كتاب الأغاني، وألف ليلة وليلة.
وعلى الرغم من ذلك، سرت عدوى هذا المنهج في أبناء المسلمين إلى حد يثير الريبة والعجب، وقبل أن نختتم الكلام عن أساليب المستشرقين ينبغى أن نشير إلى أن أعمالهم تسير وفق خطة مدروسة، ولذلك فهي تتغير تبعاً لمقتضيات التغير بعد تقييم نتائج المرحلة السابقة، ولذا فلا غرابة أن تختفي من كتبهم الأساليب الاستفزازية والطعن المكشوف، إذ يبدو أن خطة (احتواء الفكر الإسلامي) هي المعمول بها حالياً.
وأياً ما كانت النتائج، فإن ما اضطلع به هؤلاء من مهمة تدمير المقومات الإسلامية، وتمهيد الأرضية الفكرية التي تقوم عليها الحياة اللادينية في الشرق قد آتى أكله في أكثر من ميدان.
٣ - المبشرون:
كما أن للمستشرقين والمبشرين أهدافاً مشتركة، فإن لهم وسائل متداخلة، ويمكن القول بأن ميدان المستشرقين الأساسي هو الثقافة والفكر، بينما يركز المبشرون جهودهم في النواحي الاجتماعية والتربوية.
وليس غريباً أن يجهل المسلمون الدوافع الحقيقية للتبشير، فقد كان يجهلها بعض أتباع الإرساليات التبشيرية أنفسهم، إذ لم يكن الجميع يدركون أبعاد الخطة الجديدة ومراميها، بل كانت العقلية الصليبية التي استثيروا بها من بلادهم لا توحي لهم بكل ذلك.