للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما إسماعيل مظهر فقد جمع شبهاته القديمة وآراء غيره، ونسقها في كتاب أسماه (المرأة في عصر الديمقراطية) جاء فيه: "ومضى الكثيرون متعامين عن الحق الواضح الجلي قائلين بأن قضية المرأة قضية محلولة، وأن الزمن القديم قد وضع لها القواعد وفصل الفصول وأتم الفروع، مؤتمين في ذلك بنظريات وأقوال أبلاها الزمن وناء عليها الدهر، فأصبحت مهلهلة فضفاضة بادية العورات، ولكنهم يحاولون ستر عوراتها بالثرثرة الفارغة كقولهم المرأة للبيت وقولهم الرجل قوام على المرأة وقولهم: -كما قيل من قبل- المرأة ليس لها نفس ... " (١).

وفيه: "لقد اتخذ الرجعيون الذين يرهبون التطور فرقاً من أوهام سلطت عليهم، أو رغبة في بسط سلطانهم على النساء ... من بضعة نصوص أشير بها إلى حالات قامت في عصور غابرة، سبيلاً إلى استعباد النساء استعباداً أبدياً، لقد حُضَّت المرأة في ذلك العصر أن تقر في بيتها وأن لا تتبرج تبرج الجاهلية الأولى" (٢).

ثم أخذ يناقش كلا الدليلين: "إن المعنى الذي يستخلصه أصحاب الرجعية من حض المرأة على أن تقر في البيت معنى غامض كل الغموض في هذا العصر، وبالرغم من ذلك الغموض الذي يكتنفه فإنهم لا يريدون أن يفسروه حتى تتحدد المعاني القائمة في نفوسهم منه.

أما إذا أرادوا أن تكون المرأة سجينة البيت، فكيف يوفقون بين


(١) (ص:٩٦).
(٢) (ص:١١٨).

<<  <   >  >>