للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندما سألوا الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصف لهم ربه (١).

هكذا وحدانية سهلة سلسلة تتشربها النفس البشرية بطريقة تلقائية دون تعقيد أو تكلف، فلا أقانيم ولا أبوة وبنوة ولا تشبيه ومكافأة.

وهذه الحقيقة هي التي تجذب اهتمام وتركيز دارسي الإسلام من أول لحظة، وتدفع من كتبت له الهداية منهم إلى نفض ما علق بفطرته من ركام والدخول في دين الله بكل طمأنينة، ذلك أن أول ما يستشعره القلب والعقل أمام العقيدة الإسلامية هو الاستقامة والبساطة والوضوح ... ، وهذه السمة التي تجتذب الأفراد الذين يدخلون في هذا الدين من الأوروبيين والأميركيين المعاصرين، فيتحدثون عنها بوصفها أول ما طرق حسهم من هذا الدين، وهي ذاتها السمة التي تجتذب البدائيين في أفريقيا وآسيا في القديم والحديث، لأنها سمة الفطرة التي يشترك فيها الناس أجمعين متحضرين وبدائيين (٢)

ويأتي مصداق ذلك على لسان أحد الداخلين في الإسلام من النصارى:

بدأت أدرس الأديان بصفة عامة والإسلام على وجه الخصوص، فأيقنت في غضون دراستي أن دنيا تفكيري وإحساسي أقرب للإسلام منها للمسيحية، وبالتدريج اكتشفت أن الإسلام كمنهج حياة كان ينسجم من كافة الوجوه مع فطرتي البشرية، وأستطيع هنا أن أضرب مثالاً نظرياً وآخر عملياً:

عندما درست وجهة النظر الإسلامية حول النبي عيسى -عليه السلام- عرفت أنني لم يحدث قط أن آمنت بأن عيسى -عليه السلام- ابن الله، كما عرفت فيما بعد من أستاذ بروتستانتي أن عدداً كبيراً من


(١) انظر: لباب النقول المطبوع مع الجلالين: (٣٨٤).
(٢) خصائص التطور الإسلامي: (٢٢٨).

<<  <   >  >>