إياها أحد من البشر]] وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليبياً أغمض عينيه، وقال: لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب.
ولهذا قال عقلاء الملوك (ملك الهند): إن جهاد هؤلاء واجب شرعاً وعقلاً، فإنهم عار على بني آدم، مفسدون للعقول والشرائع) (١).
هذا الكلام نموذج من بين انتقادات عقلية لا حصر لها، دونها علماء المسلمين قبل أن يخلق سبينوزا وباسكال وفولتير بقرون، وقبل أن تفكر أوروبا في شيء اسمه (النقد التاريخي) أو (حرية التفكير).
وينتهي بنا المطاف إلى شعائر النصرانية وطقوسها لا سيما الطقس الأكبر (العشاء الرباني)، الذي كان وما يزال من أعظم حجج المناهضين للنصرانية لما يصدم به العقل والبديهة والحس.
ولا نحتاج إلى توكيد أن الإسلام ليس فيه شيء من هذا ولا ما يشبهه، فإن الإسلام وهو دين الله الحق أجل وأسمى من أن يشتمل على مثل هذه الطقوس الوثنية المنقولة عن الأمم الغابرة، إن الله تعالى منَّ على البشرية بالإسلام منة عظيمة إذ حررها من مثل هذه السخافات، وأنزل شعائر هي في غاية الحكمة والسمو والاتساق مع العقل والفطرة، شعائر لا غموض فيها ولا تمتمات ولا أسرار مقدسة، ليس أدل على ذلك من أن كثيراً من الغربيين يؤخذ بروعة مشهد
(١) أصل الحديث في البخاري، وهذه رواية الشعبي، انظر فتح الباري: (١١/ ٥٠٥).