عن ابن عباس رضي الله عنه:{أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ابغض الناس إلى الله -عز وجل- من يبتغي في الإسلام سنة الجاهلية ... } الحديث، (١) مراده من ذلك بيان أن الجاهلية صفة تلحق كل من حكم بغير ما أنزل الله، وليست فترة تاريخية انتهت بظهور الإسلام.
ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:
((من الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً، ولا يكون كافراً؛ بل هو كافر مطلقاً، إما كفر عمل وإما كفر اعتقاد)).
ثم قال في تفصيل كفر الاعتقاد: وهو أنواع أحدها: أن يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله أحقية حكم الله ورسوله ... الثاني: ألا يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله كون حكم الله ورسوله حقاً، لكن اعتقد أن حكم غير الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن من حكمه وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع، إما مطلقاً أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث التي نشأت عن التطور في الزمان وتغير الأحوال، وهذا -أيضاً- لا ريب أنه كفر لتفضيله أحكام المخلوقين التي هي محض زبالة الأذهان وصرف حثالة الأفكار على حكم الحكيم المجيد.
الثالث: ألا يعتقد كونه أحسن من حكم الله ورسوله، ولكن اعتقد أنه مثله، فهذا كالنوعين اللذين قبله في كونه كافراً الكفر الناقل عن الملة.
الرابع: أن لا يعتقد كون حكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله فضلاً عن أن يعتقد كونه أحسن منه، لكن اعتقد جواز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله، فهذا كالذي قبله.