للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال: اطلب لي موضعاً، قلت: لا آمن عليك، قال: افعل، فإذا فعلت أفدتك، فطلبت له موضعًا فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار ثلاثة أيام ثم تحول (١).

قلت: أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم (٢)، كيف لم يسق المحنة ولا شيئًا منها في تاريخ دمشق، مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها!! ولعل له نية في تركها (٣).


(١) زاد ابن الجوزي ٣٥٠ بقية كلام الإمام أحمد: "وليس ينبغي أن تتبع سنة رسول الله في الرخاء وتترك في الشدة". وهي حكمة بالغة من الإمام، ليت الناس فهموها وعملوا بها.
(٢) يريد الحافظ ابن عساكر، مؤلف تاريخ دمشق.
(٣) ساق ابن الجوزي ٣٥٠ - ٣٥٢ وابن كثير ١٠ - ٣٢١ سبب ترك الواثق للمحنة، المعنى واحد واللفظ لابن كثير، قال: "وذكر عن محمد المهتدي بن الواثق: أن شيخًا دخل يوماً على الواثق، فسلم فلم يردّ عليه الواثق، بل قال: لا سلم الله عليك! فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك معلمك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فلا حييتنى بأحسن منها ولا رددتها! فقال ابن أبى دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال: ناظره، فقال ابن أبى دؤاد: ما تقول يا شيخ في القرآن؟ أمخلوق هو؟ فقال الشيخ: لم تنصفني، المسألة لي، فقال: قل، فقال: هذا الذي تقوله، علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو ماعلموه؟ فقال ابن أبي دؤاد: لم يعلموه؟ قال: فأنت علمت ما لم يعلموا؟! فخجل وسكت، ثم قال. أقلنى، بل علموه، قال: فلم لا دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت؟ أما يسعك ما وسعهم؟ فخجل وسكت، وأمر الواثق له بجائزة نحو أربعمائة دينار، فلم يقبلها، قال المهتدي: فدخل أبى المنزل فاستلقى على ظهره، وجعل يكرر قول الشيخ على نفسه، ويقول: أما وسعك ما وسعهم؟! ثم أطلق الشيخ وأعطاه أربعمائة دينار ورده إلى بلاده، وسقط من عينيه ابن أبى دؤاد، ولم يمتحن بعده أحداً".

<<  <  ج: ص:  >  >>