(٢) يريد الحافظ ابن عساكر، مؤلف تاريخ دمشق. (٣) ساق ابن الجوزي ٣٥٠ - ٣٥٢ وابن كثير ١٠ - ٣٢١ سبب ترك الواثق للمحنة، المعنى واحد واللفظ لابن كثير، قال: "وذكر عن محمد المهتدي بن الواثق: أن شيخًا دخل يوماً على الواثق، فسلم فلم يردّ عليه الواثق، بل قال: لا سلم الله عليك! فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك معلمك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فلا حييتنى بأحسن منها ولا رددتها! فقال ابن أبى دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال: ناظره، فقال ابن أبى دؤاد: ما تقول يا شيخ في القرآن؟ أمخلوق هو؟ فقال الشيخ: لم تنصفني، المسألة لي، فقال: قل، فقال: هذا الذي تقوله، علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو ماعلموه؟ فقال ابن أبي دؤاد: لم يعلموه؟ قال: فأنت علمت ما لم يعلموا؟! فخجل وسكت، ثم قال. أقلنى، بل علموه، قال: فلم لا دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت؟ أما يسعك ما وسعهم؟ فخجل وسكت، وأمر الواثق له بجائزة نحو أربعمائة دينار، فلم يقبلها، قال المهتدي: فدخل أبى المنزل فاستلقى على ظهره، وجعل يكرر قول الشيخ على نفسه، ويقول: أما وسعك ما وسعهم؟! ثم أطلق الشيخ وأعطاه أربعمائة دينار ورده إلى بلاده، وسقط من عينيه ابن أبى دؤاد، ولم يمتحن بعده أحداً".