للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أَتباعُ الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمتَ أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يَتمَّ، وسألتُك هلْ يرتدُّ أحد سَخْطةً لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا، وكذلك الإيمانُ حين يخالط بشاشَةَ القلوب لا يَسْخَطه أحد، وسألتك هل يغدر فزعمتَ أنْ لا، وكذلك الرسل، وسألتك هل قاتلتموه وقاتَلكمِ فزعمت أنْ قد فعَل، وأن حربكم وحربه يكون دُوَلاً، يُدال عليكم المرة وتُدَالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل، تُبْتَلَى ويكون لها العاقبةُ، وسألتك بماذا يأمركم فزعمتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله عز وجل وحده لا تشركوا به شيئاً وينهاكم عما كان يعبدُ آباؤكم ويأمركم بالصدق والصلاة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفة نبيّ، قد كنت أعلمِ أنه خارج، ولكن لم أظنّ أنه منكم، فإن يكن ما قلتَ فيه حقّا فيوُشك أن يَمْلِكَ موضعَ قدميَّ هاتين، والله لو أرجو أخْلُصَ إليه لَتَجَشَّمْتُ لُقَيَّه، ولو كنتُ عنده لغَسَلْتُ عن قدميه، قال أبو سيفان: ثم دعا بكتاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فأمر به فقِرئ، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقْلَ عظيم الروم، سلامٌ على من اتَّبع الهدَى، أما بعد: فإني أدعوك بدعَاية الَإسلام، أَسمْلمْ تَسْلَمْ، وأَسمْلمْ يؤْتكِ الله أجرك مرَّتين، فإنْ تولَّيْتَ فعليكَ إثْمُ الأريسيِّين، يَعنى الأكَّارَة، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} قال أبو سفيان: فلمَا قضى مقَالتَهَ عَلَتْ أصواتُ الذين حوَله من عَظماء الروم، وكثر لَغَطُهم، فلا أدري ماذا قالوا، وأمَر بنا فأُخْرجْنا، قال أبو سفيان: فلما خرجتُ مع أصحابي وخَلَصْتُ لهم، قلت لهم: أَمرَ أَمْرُ ابنِ أبي كَبْشَة، هذا مَلكُ بني الأصفر يَخَافه، قال أبو سفيان: فواللهَ مازلتُ ذليلاً مستيقناً أن أمَره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلامَ وأنا كارهٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>