للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُبيد الله: سألتُ عبدَ الله بن عباس عن رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي ذَكَر؟، فقال ابن عباس: ذَكر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما أنا نائم رأيت أنه وُضِعَ في يديّ سواران من ذهبٍ، ففَظعتُهما، فكرهتُهما، وأُذن لي فنفخْتُهما، فطارا، فأوَّلْتُه كَذَّابَيْن يخرجان"، قَال عُبيد الله: أحدهما العنَسي الذي قتله فَيْروزُ باليمن، والآخر مُسيلِمَةُ.


= منه ومن عبد الله بن عبيدة معاً، فرواه على الوجهين. وانظر مقدمة الفتح ٤١٣. وقول ابن عباس "ذكر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال" في رواية البخاري: "ذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال"، قال الحافظ ٨: ٧٢: "كذا فيه بضم الذال من ذكر على البناء للمجهول، وقد وضح من حديث الباب قبله أن الذي ذكر له ذلك هو أبو هريرة" يريد حديث نافع بن جبير عن ابن عباس ٨: ٧٠ وفيه: "قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت؟ فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إلخ. ولكن رواية المسند هنا في الأصلين ليس فيها حرف "أن" فيتعين أن يكون "ذكر" بالبناء للمعلوم.
والظاهر من سياق حديث نافع بن جبير أن ابن عباس شهد القصة، قصة مجيء مسيلمة وسمع قول رسول الله له "إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت" فسأل عنه أبا هريرة، ولا يبعد أن يكون سمع الرؤيا بعد ذلك من رسول الله، فتحدث به على الوجهين، ويكون تصريحه هنا بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر له ذلك مؤيداً له. وقد سبق أن رجحنا رواية الإمام أحمد على رواية سعيد الجرمي شيخ البخاري. فهي أرجح إسنادا ومتناً. العنسي: هو "الأسود العنسي" بالنون: وأسمه "عبهلة بن كعب"، وكان كاهناً شعباذاً وكان يريهم الأعاجيب، كما قال الطبري، وقد قتله فيروز الديلمى في سنة ١١ من الهجرة، وفيروز صحابي يماني، من أبناء الأساورة من فارس، الذين كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. انظر الإصابة ٥: ٢١٤ وتاريخ الطبري ٣: ١٨٨ وما بعدها. ففظعتهما: قال ابن الأثير: "هكذا روى متعدياً حملا على المعنى، لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما، والمعروف فضعت به، منه"، وسيأتي معناه من حديث أبي هريرة ٨٢٣٢، ٨٤٤١، ٨٥١١ ومن حديث أبي سعيد أيضاً ١١٨٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>