والظاهر من سياق حديث نافع بن جبير أن ابن عباس شهد القصة، قصة مجيء مسيلمة وسمع قول رسول الله له "إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت" فسأل عنه أبا هريرة، ولا يبعد أن يكون سمع الرؤيا بعد ذلك من رسول الله، فتحدث به على الوجهين، ويكون تصريحه هنا بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر له ذلك مؤيداً له. وقد سبق أن رجحنا رواية الإمام أحمد على رواية سعيد الجرمي شيخ البخاري. فهي أرجح إسنادا ومتناً. العنسي: هو "الأسود العنسي" بالنون: وأسمه "عبهلة بن كعب"، وكان كاهناً شعباذاً وكان يريهم الأعاجيب، كما قال الطبري، وقد قتله فيروز الديلمى في سنة ١١ من الهجرة، وفيروز صحابي يماني، من أبناء الأساورة من فارس، الذين كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. انظر الإصابة ٥: ٢١٤ وتاريخ الطبري ٣: ١٨٨ وما بعدها. ففظعتهما: قال ابن الأثير: "هكذا روى متعدياً حملا على المعنى، لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما، والمعروف فضعت به، منه"، وسيأتي معناه من حديث أبي هريرة ٨٢٣٢، ٨٤٤١، ٨٥١١ ومن حديث أبي سعيد أيضاً ١١٨٣١٩.