فأقوِل: نعم، أنا لها، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله عز وجل أن يصْدَع بين خلقه نادى منادٍ: أين أحمدُ؟ وأمته فنحن الآخروِن الأولون، فنحن آخر الأمم وأولُ من يحاسَبُ، فتفْرَج لنا الأم عن طريقنا، فنمضي غُراً محجّلينَ من أثر الطهور، وتقول الأمم كادت هذه الأمة أن تكون أنبياءَ كلها"، قال: "ثم آتي باب الجنة، فآخذ بحَلْقة باب الجنة، فأَقرع البابَ، فيقال: من أنت؟، فأقول: محمدٌ، فيفتح لي، فأرى ربي عزِ وجِل وهو على كرسيِّه"، أو "سريره، فأخر له ساجداً، وأحمده بمحامد لم يحْمدْه بها أحدٌ كان قبلي، ولا يحمدُه بَها أحدٌ بعدي، فيقال: ارفعْ رأسك، وقلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطهْ، واشفعْ تشَفعْ"، قال: "فِأرفعُ رأسي، فأقول: أيْ ربّ، أمتي، أمتي فيقال لي: أَخْرجْ من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا، فأخرجهم، ثم أعود فأخرّ ساجداً، وأحمده بمحامد لم يَحمده بها أحدٌ كان قبلي، ولا يحمده بها أحدٌ بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل يسمعْ لك، وسل تعطهْ، واشفعْ تُشِفعْ، فأرفع رأسي، فأقول: أيْ ربّ، أمتي، أمتي، فيقال: أَخرجْ من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا، فأُخرجُهم، قال: وقال في الثالثة مثلَ هذا أيضاً.
٢٦٩٣ - [قال] عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل: حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني عن أنس ابن مِالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه، أنه قال في الأول:"من كان في قلبه مثقال شعِيرة من الإيمان"، والثانيةِ "بُرَّة"، والثالثةِ "ذَرَّة".
(٢٦٩٣) إسناده صحيح، وهو من مسند أنس، وإنما ذكر تبعاً للذي قبله، بياناً للمثاقيل المبهمة في حديث أبي نضرة عن ابن عباس. وسيأتي بنحوه في مسند أنس ٣٦٢٥ عن عفان عن حماد عن ثابت عن أنس، وسيأتي من حديثه أيضاً بأسانيد أخر ١٢١٧٩، ١٢٤٩٦، ١٢٤٩٧، ١٢٨٥٥، ١٣٥٩٧ بمعناه.