للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مرّ بابن صيَّادٍ، في نفر من أصحابه، فيهم عمر


= عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يوم حذر الناس الدجَّال: إنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه من كره عمله". وهذه الزيادة الأخيرة ليست من مسند ابن عمر، ولذلك لم يروها الإِمام أحمد في هذا الموضع، ولكن ستأتي في المسند (٥: ٤٣٣ ح) عن عبد الرزاق عن معمر بهذا الإسناد.
وهذه الرواية المطولة هي التي جعلها مسلم أصل الباب، ثم أحال عليها رواية صالح، كما سيأتي، ورواية معمر، كما ذكرنا. وصنيعه في رواية عبد الرزاق عن معمر أن سلمة بن شْبيب روى الأحاديث الأربعة عن عبد الرزاق، وأن عبد بن حميد رواها أيضاً عدا قصة انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم - مع أبي بن كعب. وسنذكر باقي رواياته التي في الصحيحين في مواضعها في الأربعة الأسانيد التالية، إن شاء الله. "ابن صياد": يقال له أيضاً "ابن صائد"، وقد مضى ذكره في نحو هذه القصة من حديث ابن مسعود ٣٦١٠، ٤٣٧١. "الأطم" بالهمزة والطاء المهملة المضمومتين: الحصن، وقد سبق تفسيره مفصلاً ١٤٠٩، وقال الخطابي في معالم السنن ٤١٦٢: "الأطم: بناء مرفوع كالحصن، وآطام المدينة: حصونها". "بنو مغالة" بفتح الميم والغين المعجمة: بطن من الأنصار، من بني عدي بن النجار، نسبوا إلى أمهم مغالة، امرأة من الخزرج، قاله الزبيدي في شرح القاموس ٨: ١١٧. وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار ١: ٣٩٧: "قال الزبير بن بكار: إذا كنت بخاتمة البلاط، فكل ما عن يمينك بنو مغالة، وفيها مسجد النبي -صلي الله عليه وسلم -، وما عن يسارك بنو حدُيَلة". قول ابن صياد "أشهد أنك رسول الأميين": قال الحافظ في الفتح: ٦: ١١٩: "فيه إشعار بأن اليهود، الذين كان ابن صياد منهم، كانوا معترفين ببعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن يدعون أنها مخصوصة بالعرب!، وفساد حجتهم واضح جداً, لأنهم إذا أقروا بأنه رسول الله استحال أن يكذب على الله، فإذا ادعى أنه رسوله إلى العرب وإلى غيرها تعين صدقه، فوجب تصديقه". أقول: وقد رأينا في عصرنا الذي نعيش فيه- القرن الرابع عشر الهجري- من يصدق أن محمداً رسول الله، من النصارى وغيرهم،، ويزعمون أنهم مع هذا لا يجب عليهم اتباعه، زعماً منهم بأنهم يتبعون غيره من الأنبياء أو يعملون الخير بعقولهم!!، وما هم إلا مخادعو أنفسهم، ذلك أنهم إن آمنوا بصدقه وجب تصديقه في=

<<  <  ج: ص:  >  >>