أبا زُرْعَةَ يحدث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يُهلك أمتي هذا الحيُّ من قريش، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله، قال: لو أن الناس اعتزلوهم؟ قال عبد الله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه: اضربْ على هذا الحديث، فإنه خلاف الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني قوله: اسمعوا وأطيعوا [واصبروا].
وهذا مع ثقة رجال إسناده حين شذ لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه، فقال عليه ما قلناه. وفيه نظائر له (١).
بخط أحمد بن محمد بن البرداني، عن أبي علي بن الصواف قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: صنف أبي المسند بعد ما جاء من عند عبد الرزاق.
ذكر علي بن الحسين بن جدي، قال: قرأت بخط أبي حفص عمر ابن عبد الله العكبري، قال: سمعت أبا عبد الله عبيد الله بن محمد، قال سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان يقول: سمعت أبا بكر يعقوب بن يوسف المطوعي يقول: جلست إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثلاث عشرة سنة، وهو يقرأ المسند على أولاده، ما كتبت منه حرفاً واحداً، وإنما كنت أكتب آدابه وأخلاقه وأتحفظها. وقال عبيد الله: قال لي أبو بكر بن أيوب: سمعت
(١) هذا الحديث في المسند برقم ٧٩٩٢. وكلمة أحمد في الأمر بالضرب عليه ثابتة عقبه. وقد زدنا منه كلمة "واصبروا". وهو من أمانة عبد الله وشدة تحريه، فإن الإسناد صحيح لا مطعن عليه، وكونه في ظاهره مخالفاً للأمر بالسمع والطاعة ليس علة له، وما هو بالأمر بمخالفتهم والخروج عليهم، فلا ينافي السمع والطاعة. والحديث رواه الإمام بأسانيد أخرى أكثرها صحيح. ولكن ليس فيها "لو أن الناس اعتزلوهم". وهي بالأرقام ٧٨٥٨، ٧٩٦١، ٨٠٢٠، ٨٢٨٣، ٨٣٣٩ , ٨٨٨٨ , ١٠٢٩٧، ١٠٧٤٨، ١٠٩٤٠. وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.