للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي حَبيب عن عَمرو بن الوليد عن عبد الله بن عَمرو قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعدَه من النار"، ونَهى عن الخمر، والميسِر، والكُوبة، والغُبيراء، قال: "وكل مسكر حرام".


= فليتبوأ مقعده من النار". وهذا هو الخلاف على يزيد في اسم شيخه. والصحيح ما في المسند "عن عمرو بن الوليد"، فلعل ابن إسحق أو أحد الرواة عنه وهم، فنسي اسم الشيخ وذكر اسم والده. وأبوه "الوليد بن عبدة" شهد فتح مصر، كما في التهذيب ٨: ١١٦ عن ابن يونس. وترجمه ابن سعد في الطبقات ٧/ ٢/ ٢٠٢ باسم "الوليد بن أبي عبدة مولى عمرو بن العاص". وإنما رجحنا أنه "عمرو بن الوليد" لأن هذا الحديث سيأتي مرة أخرى ٦٥٩١ عن أبي عاصم النبيل عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو، فقد اتفق عبد الحميد بن جعفر
وابن لهيعة على ذلك، وخالفا رواية ابن إسحق عن يزيد. واثنان أقرب إلى أن يكونا حفظا الاسم من واحد. وقد تابعهما على ذلك عبد الله بن عبد الحكم عن ابن لهيعة، في متن الحديث ومعناه، من حديث صحابي آخر. فروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (في فتوح مصر ص ٢٧٣) عن أبيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو ابن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد بن عبادة، نحو هذا الحديث بمعناه مرفوعاً. وأيضاً فإن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل ٣/ ١/٢٧٦ "عمرو بن الوليد بن عبدة"، ولم يذكر في اسمه خلافاً. والبخاري لم يترجم في الكبير للوليد نفسه، وأنا أرجح أن لو كان لهذا الخلاف أصل لترجم له. بل أكاد أرجح أن الوهم فيه ليس من ابن إسحق، بل ممن بعده من الرواة. وأما القسم الأول من الحديث "من قال علي ما لم أقل" إلخ. فإني لم أجده من هذا الوجه في موضع آخر، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، من أجل أن معناه ثابت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، في حديث آخر بلفظ: "ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وسيأتي ٦٤٨٦، وهو في البخاري وغيره، كما سيجيء إن شاء الله. وانظر ٢٦٢٥ ,٦٢١٨ , ٦٢١٩، ٦٣٠٩، ١٥٥٤٨."الكوبة: سبق تفسيرها ٢٤٧٦. "الغبيراء"، بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>