للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقمنا معه، فأطال القيام، حتى ظننَّا أنه ليس براكع، ثم ركع، فلم يَكدْ يرفع رأسَه، ثم رفع، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم جلس، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم فعل في الركعة الثانية كما فعل في الأولى، وجعلِ ينفخ مي الأرض ويبكي وهو ساجد في الركعة الثانية، وجعل يقول: "ربِّ، لمَ تعذِّبهم وأنا فيهم؟، ربّ، لم تعذِّبنا ونحن نستغفرك؟ "، فرفع رأسه وقد تَجلَّت الشمس، وقضى صلاتَه، فحمد الله وأثنى عليه، ثمِ قال: "أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجلِ، فإذا كَسف أحدهما فافزعوا إلى المساجد، فوالذي نفسي بيده، لقد عرضتْ عليَّ الجنة، حتىِ لو أشاء لتعاطيت بعضَ أغصانها، وعُرضتِ عليَّ النار، حتى إني لأطْفِئُها خشيةَ أن تغشاكم، ورأيت فيها امرأة من حمْير، سوداءَ طوَالَةَّ، تُعذَّب بهرة لها، تَربطها، فلمِ تطْعمْها ولم تَسْقها،

ولا تَدعها تأكل من خَشَاشِ الأرَض، كلَّماَ أقبلتْ نَهشتهَا، وكلما أدبَرت نهشتْها، ورأيتُ فيها أخا بني دَعْدَع، ورأيتُ صاحبَ المحْجَن متكئاً في النار على محجنه، كان يسرق الحاجَّ بمحجنه، فإذا علمَوا به قال: لست أنا أسْرِقُكم، إنما تَعلق بمحجني!! ".

٦٤٨٤ - حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا مَعْمَر حدثنا ابن شِهاب


= شعبتين في النار". وقال السندي في شرحه: "هكذا في نسخة النسائي"، ثم نقل كلام ابن الأثير: "السائبتان: بدنتان أهداهما النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأخذهما رجل من المشركين، فذهب بهما، سماهما سائبتين لأنه سيبهما لله تعالى". المحجن، بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم وآخره نون: قال ابن الأثير: "عصا معقفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة".
(٦٤٨٤) إسناده صحيح، عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي: تابعي كبير ثقة، من الطبقة الأولى من التابعين، قل ابن حبان: "كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم"، وترجمه =

<<  <  ج: ص:  >  >>