للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "سَيَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدُمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ".


= وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه، واللفظ له، والحاكم، وقال: "صحيح على شرط مسلم". ولكن وقع فيه اسم الصحابي "عبد الله ابن عمر"، وأنا أرجح أنه خطأ طابع أو. ناسخ. وقوله في الحديث "على سروج": هذا هو الثابت في (ك م) والزوائد، وفي (ح) "على السروج"، وهي نسخة بهامش (ك). وفي الترغيب "سرج" بدون الواو، وهو عندي خطأ مطبعي؛ لأن جمع "سرج": "سروج" بالواو، وأما "سرج" بدون الواو فإنها جمع "سراج". وقوله "على أبواب المساجد": هكذا هو بالجمع في (ك) والزوائد والترغيب ونسخة بهامش (م). وفي (م ح) "المسجد" بالإفراد. وقوله في أول الحديث
هنا: "سيكون في أخر أمتي رجال يركبون على سروج، كأشباه الرجال"، إلخ: مشكل المعنى قليلاً، فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد، وتوجيهه متكلَّف. ورواية الحاكم ليس فيها هذا التشبيه، بل لفظه: "سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر، حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات" إلخ. وهو واضح المعنى مستقيمه. ورواية الطبراني - كما حكاها الهيثمي في الزوائد: "سيكون في أمتي رجال يركبون نساؤهم على سروج، كأشباه الرجال". ولفظ "يركبون" غيره طابع مجمع الزوائد - جرأة منه وجهلا - فجعلها "يركب". والظاهر عندي أن صحتها "يركبون نساءهم. وعلى كل حال فالمراد من الحديث واضح بيّن. وقد تحقق في عصرنا هذا، بل قبله، وجود هاته النسوة الكاسيات العاريات الملعونات. وقوله "كأسنمة البخت": هو جمع "سنام"، وهو أعلى ظهر البعير. وقال ابن الأثير: "هنّ الاتي يتعمَّمن بالمقانع على رؤوسهن، يكبّرنها بها. وهو من شعار المغنيات". و "البخت"، بضم الباء وسكون الخاء: جمال طوال الأعناق. وقد مضى تفسيرها (٦٣٢٥). "العجاف": جمع "عجفاء"، وهي المهزولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>