للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم عن علقمة: كنت مع ابن مسعود وهو عند عثمان، فقال له عثمان: ما بقي للنساء منك: قال: فلما ذكرت النساء قال ابن مسعود: ادن يا علقمة، قال: وأنا رجل شابّ، فقال عثمان: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فتية من المهاجرين فقال: "من كان منكم ذا طولٍ فليتزوج، فإنه أغض للطرف وأحصن للفرج، ومن لا فإن الصوم له وجاء".

٤١٢ - حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجّاج قالوا: حدثنا شعبة قال: سمعت علقمة بن مرثد يحدّث عن سعد بن


(٤١٢ - ٤١٣) إسناداه صحيحان، سبق الكلام عليه في ٤٠٥، ولكن هنا قول شعبة "لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ولا من عبد الله" يعنى ابن مسعود، ولكن قد خالفه البخاري فقال في التاريخ الصغير ٩٨: "حدثني حفص بن عمر قال: حدثنا حماد بن زيد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن: صمت ثمانين رمضان، سمع عليا وعثمان وابن مسعود، وقال أبو حصين عن أبي عبد الرحمن: قال لنا عمر". ونقل الحافظ في التهذيب نحو ذلك عن التاريخ الكبير للبخاري أيضاً، فهذا يدل على أن البخاري ثبت عنده أنه سمع من عمر، فسماعه من عثمان أولى، خصوصا مع قوله "صمت ثمانين رمضان" فإنه مات على الراجح سنة ٨٥ عن ٩٠ سنة، فكان رجلاً كبيراً في عهد عثمان بل في عهد عمر، لأنه يكون قد ولد قبل الهجرة، وكان الواجب على الحافظ أن يذكره في قسم المخضرمين في الإصابة على شرطه، ولكنه لم يفعل، وفى صحيح البخاري في رواية شعبة زيادة" قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدنى مقعدي هذا"، قال الحافظ في الفتح: "بين أول خلافة عثمان وآخر ولا ية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك، ويحرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها". وقد أطال الحافظ في الفتح ٩/ ٦٦ - ٦٨ في ترجيح سماعه من عثمان، وهو الصحيح، الذي رجحه البخاري عملا بإخراجه
حديثه في صحيحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>