للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أقال نادما أقاله الله يوم القيامة". ثم رواه هو، وأبو نعيم في الحلية ٦: ٣٤٥، كلاهما من طريق أبي العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: "حدثنا إسحق بن محمَّد الفروي، حدثنا مالك ابن أنس، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من "أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة". قال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله عن إسحق من حديث سهيل. وتفرد به أيضاً إسحق عن مالك عن سمي عن أبي صالح. فقال: من أقال نادما". وهذان إسنادان ظاهرهما الصحة: فإن جعفر بن أحمد بن سام: ثقة مأمون، ترجمه الخطيب ٧: ١٨٢. وأبو العباس عبد الله بن أحمد الدورقي: ثقة أيضاً، ترجمه الخطب ٩: ٣٧١ - ٣٧٢. وإسحق الفروي، الراويه عن مالك بن أنس: هو إسحق بن محمَّد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، واختلف فيه. والحق أنه ثقة، وهو من شيوخ البخاري، روى عنه في صحيحه، وترجمه في الكبير١/ ١/٤٠١، فلم يذكر فيه جرحًا، ولم يذكره في الضعفاء. وضعفه الدارقطني وغيره، وقال الساجي: "فيه لين، روى عن مالك أحاديث تفرد بها". وقال الحاكم: "عيب على محمَّد [يعني البخاري] إخراج حديثه. وقد غمزوه"!، والبخاري أخرج له عن مالك. فعنده أن تفرده عن مالك بأحاديث لا ينفى صحتها. وقال الحافظ في مقدمة الفتح: ٣٨٧: "وكأنها مما أخذه عنه من كتابه قبل ذهاب بصره"، وهذا هو الحق. فقد ترجمه ابن أبي حاتم أيضاً ١/ ١/٢٣٣، وقال: "سمعت أبي يقول: كان صدوقًا، ولكنه ذهب بصره، فربما لُقّن الحديث، وكتبه صحيحة. وكتب أبي وأبو زرعة عنه، ورويا عنه". فهذا الحديث بالإسنادين اللذين رواهما إسحق الفروي: أحد إسناديه وهم، والآخر صحيح. فقد قال أبو العباس الدورقي، راويه عن إسحق - في رواية البيهقي: "كان إسحق يحدّث بهذا الحديث "عن مالك عن سمى"، فحدثنا به من أصل كتابه "عن سهيل". فأبان الدورقي وجه الوهم في الرواية الأولى "مالك عن سمى": أن إسحق حدث بها من حفظه، ثم أبان صحة الرواية الأخرى، "مالك عن سهيل": أن إسحق حدثهم بها من أصل كتابه.
ثم للحديث - بعد ذلك - إسناد آخر، ظاهره الصحة، ولكنه معلول بالانقطاع: فرواه =

<<  <  ج: ص:  >  >>