للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبن مَوْهب: أن عثمان قال لابن عمر: اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين اثنيَن ولا أؤم رجلين، أما سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من عاذ بالله فقد عاذ بمَعاذ؟ " قال عثمان: بلى، قال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني، فأعفاه وقال: لا تخبر بهذا أحدا.


= ثم لم يترجم الحافظ ليزيد بن عبد الله بن موهب في التعجيل ولا في التهذيب. وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير٤/ ١/ ٣٤٥ قال: (يزيد بن عبد الله بن موهب قاضي أهل الشام سمع منه رجاء بن أبى سلمة وأبو سنان: عيسى). فإن كان يزيد الرواي هنا هو ابن عبد الله ابن موهب والرجح أنه هو، كان الإسناد في غالب الظن منقطعاً، لأن رجاء بن أبى سملة الذي سمع منه، كما ذكر البخاري، مات سنة ١٦١ عن ٧٠ سنة أي أنه ولد سنة ٩١ فلا يستقيم أن يسمع من يزيد إلا إن كان يزيد عاش إلى ما بعد ١٠٠ سنة فيبعد جدا أن يكون أدرك عثمان، وإلا كان من المعمرين المعروفين بكثرة الرواية، إذ يكون قد عاش نحو الثمانين أو أكثر. وأبو سنان القسملي: في حديثه لين، سبق الكلام عليه ٢٦١. وأما الحافظ الهيثمى فقد أراح نفسه، ذكر الحديث في مجمع الزوائد ٥: ٢٠٠ وقال: (يزيد لم أعرفه، ولقية رجاله رجال الصحيح)! وهذا الحديث من مسند عثمان وابن عمر كما ترى، ولكن لم يذكره الإمام في مسند ابن عمر. ثم وجدت الحديث في سنن الترمذي ٢: ٤٧٢ - ٢٧٥ من طريق المعتمر بن سليمان قال: (سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله ابن موهب أن عثمان قال لابن عمر: اذهب فاقض بين الناس، قال: أو تعافيني يا أمير المؤمنين؟ قال: في تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي؟ قال إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! يقول: من كان قاضياً فقضى بالعدل فبالحري أن ينقلب منه كفافاً، فما أرجو بعد ذلك).
قال الترمذي: (وفى الحديث قصة) ثم قال: (حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا هو عبد الملك بن أبي جميلة. وذكره الحافظ المنذري في الترغيب ٣: ١٣١ - ١٣٢ مطولا، قال: (رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه والترمذي باختصار) ثم حكى رأى الترمذي في أنه ليس متصل الإسناد وقال:. وهو كما قال، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان). المعاذ، بفتح الميم: الذي يستعاذ به.

<<  <  ج: ص:  >  >>