للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستحيي من الحق، إذا فعل أحدُكم فليتوضأ، ولاتأتوا النساء في أعجازهن، وقال مرةً: في أدبارهنّ.


الواحد. وظن ابن عبد البر أن علي بن طلق هو والد طلق بن علي، وقوى الحافظ في التهذيب هذا الظن ٧: ٣٤١ لاتفاق نسبهما. ولو كان هذا صحيحا لكان علي بن طلق صحابيا قديما معمرا، حتى يدركه مسلم بن سلام، بل حتى يدركه عيسى بن حطان الرقاشي، فيما يزعم الحافظ في التهذيب ٨: ٢٠٧ أنه روى عنه "على خلاف فيه". بل أنا أظن أن الحديث حديث علي بن أبى طاب كما ذكره الإمام في مسنده، رواه عنه مسلم ابن سلام، درواه عن مسلم ابنه عبد الملك على الصواب، ثم رواه عن مسلم أيضا عيسى بن حطان، فأخطأ، فقال عنه "عن علي بن طلق". وقد أخطأ الحافظ في التهذيب في هذا الإسناد خطأ آخر ٦: ٤٢٤ فقال في ترجمة عبد الملك بن مسلم: "روى عن أبيه، وقيل عن عيسى بن حطان عنه، وهو الصحيح"! وهذا الذي زعمه الصحيح لم أجد عليه دليلا، فرواية عبد الملك عن أبيه ثابتة، وإن روى عن عيسى بن حطان فتلك رواية أخرى لا تنفي روايته عن أبيه. ثم إن مجد الدين بن تيمية الأكبر ذكر حديث علي بن أبي طالب وحديث علي بن طلق في المنتقى، جعلهما حديثين منفصلين، برقمي ٣٦٤٨، ٣٦٥٠ وهو احتياط منه. وأما الحافظ الهيثمي فذكر حديث علي في مجمع الزوائد ١: ٢٤٣ و ٤: ٢٩٩ وقال: "رواه أحمد من حديث علي بن أبى طالب، وهو في السنن من حديث علي بن طلق الحنفي. وقد تقدم حديث على بن أبى طالب قبله كما تراه، والله أعلم، ورجاله موثقون". وأما رواية الإمام أحمد حديث "علي بن طلق" التي أشار الحافظ ابن كثير إلى أنه رواها بإسنادين، فلم أجدها في المسند، بل لم أجد لعلي بن طلق فيه مسندا خاصا، بما حصرت مسانيده في فهارسي، ولا فيما أتممت تحقيقه من هذا الديوان الأعظم، وهو أكثر من خمسة عشر ألف حديث، فلعله سيأتي في باقي الكتاب في أثناء مسند صحابي آخر، والله أعلم. وانظر ١١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>