للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمعوا صوتي عطفةُ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، وأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قَصَّرَتِ الداعون على بني الحرث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحرث بن الخزرج، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا حينَ حمي الوَطِيس"، قال: ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَات فرمى بهنَّ وجوه الكفار، ثم قال: "انهزَموا وربَّ الكعبة، انهزَموا وربّ الكعبة"، قال: فذهبتُ أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما


= رسول الله وأخوه من الرضاعة، أسلم حين الفتح ورسول الله متوجه إلى مكة، ومات في خلافة عمر. فروة بن نعامة الجذامي: هكذا الرواية هنا "ابن نحامة" بفتح النون والعين، وهي توافق رواية مسلم من طريق عبد الرزاق، وفى روايته من طريق يونس عن الزهري "فروة بن نفاثة الجذامي" بضم النون وتخفيف الفاء، وفروة هذا ترجمه ابن سعد ٧/ ٢ / ١٤٨ - ١٤٩ باسم "فروة بن عمرو الجذامي" وذكر أنه كان عاملاً لقيصر على عَمان، وأنه أسلم وأهدى لرسول الله هدايا، منها بغلة يقال لها "فضة" وأن رسول الله قبل هديته، وأن قيصر حبس فروة لما بلغه إسلامه حتى مات في السجن فصلبوه. وترجمه الحافظ في الإصابة ٥: ٢١٧ باسم "فروة بن عامر الجذامي أو ابن عمرو، وهو أشهر".
وذكر ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ١٧٨ الأقوال كلها في اسمه ولم يرجح. والراجح عندي ما ثبت في المسند ومسلم "فروة بن نعامة" لاتفاق الروايتين الصحيحتين على ذلك. لا يألو ما أسرع: أي لا يقصر. الغرز: الركاب. السمرة، بفتح السين وضم الميم: هي الشجرة التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. الصيت، بفتح الصادوكسر الياء المشددة: الشديد الصوت العاليه، يقال "هو صيت وصائت، كميت ومائت" قاله ابن الأثير. الوطيس: قال في النهاية:" شبه التنور، وقيل: هو الضراب في الحرب، وقيل: هو الوطء الذي يطس الناس، أي يدقهم، وقال الأصمعي: هو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدرأحد يطؤها. ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهو من فصيح الكلام، عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق".

<<  <  ج: ص:  >  >>