وقد ترجم الذهبي في الميزان لعبيد بن أبي قرة، وأشار إلى روايته هذا الحديث، وقال: "هذا باطل"! وتعقبه الحافظ في لسان الميزان ٤: ١٢٢ - ١٢٣ فقال: "لم أر من سبق المؤلف إلى الحكم على هذا بالبطلان"، وتعقبه أيضاً في التعجيل ٢٧٦ - ٢٧٧ فقال: "وزعم الذهبي في الميزان أن حديث الليث المذكور باطل، وفى كلامه نظر، فإنه من أعلام النبوة، وقد وقع مصداق ذلك، واعتمد البيهقي في الدلائل عليه". ثم أشار إلى بعض طرقه التي ذكرنا، ثم كأنه لم يرض تصحيح الحديث، فالتمس له علة ما هي بعلة! قال: "ثم تذكرت أن للحديث علة أخرى غير تفرد عبيد به، تمنع إخراجه في الصحيح، هو ضعف أبي قبيل، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في الصحيح من تساهله! وفيه أيضاً أن الذين وَلُوا الخلافة من ذرية العباس أكثر من عدد أنجم الثريا، إلا إن أريد التقييد فيهم بصفة ما، وفيه مع ذلك نظر"!! وهذا تعليل متهافت، لا ينطبق على القواعد الصحيحة لنقد الحديث. في علمنا أن أحداً زعم أن أبا قبيل كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، إلا قول يعقوب بن شيبة فيه: "كان له علم بالملاحم والفتن"، وأين هذا من النقل عن الكتب القديمة؟! ثم لو صح أنه ينقل عنها فمن ذا يستطيع أن يزعم أن هذا الحديث مرده إلى ذلك؟! وهو يرويه بإسناده إلى العباس مرفوعاً، ولو فعل، فاسنده كهذا الإسناد وهو ينقله عن الكتب القديمة لكان كذاباً وضاعاً، وما رماه أحد بذلك ولا بقريب منه، فهذا تعليل باطل لا يؤبه له. وأما نجوم الثريا فإنها كثيرة العدد، أكثر جداً من العدد الذي زعموا، وكان العرب يعرفون ذلك قديماً، ففي النهاية واللسان: "ويقال إن خلال أنجم الثريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد". قوله في آخر=