وقال الحافظ في الإصابة ٤: ٢٤٨ - ٢٤٩: "عفيف الكندي ابن عم الأشعث بن قيس، وقيل عمه، وبه جزم الطبري، وقيل أخوه، والأكثر على أنه ابن عمه وأخوه لأمه. وبه جزم أبو نعيم. قال ابن حبان: له صحبة، وقال الطبري. اسمه شرحبيل، وعفيف لقب، وقال الجاحظ: اسمه شراحيل، ولقب عفيفاً لقوله في أبيات: وقالت لي هلم إلى التصابي ... فقلت عففت عما تعلمينا" وهذا الذي قاله الجاحظ هو الذي في المحبر ٢٣٩ وذكر البيت وآخرين معه. ونقل الحافظ عن الطبري أنه جزم بأنه عم الأشعث، لعله شبه عليه شيء بشيء، فإن الذي في تاريخ الطبري: "وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه، وكان ابن عمه"، وكما اختلف في نسبه اختلف في ضبط اسمه "عفيف" والظاهر من كلام الحافظ في الإصابة أن الأكثرين ضبطوه بفتح العين، وأن بعضهم ضبطه بضمها بالتصغير، وشذ الذهبي فضبطه في المشتبه ٣٦٧ بضم العين وتشديد الياء، والظاهر أنه أخطأ فيه جداً، إذ قال: "وبالتثقيل عفيف بن معدي كرب عن النبي، وعنه ابنه فررة، وقيل سعيد بن عفيف "!! فالظاهر أنه الآخر، اشتبهت عليه الأسماء، والراجح عندي أنه بفتح العين، لأن الحافظ ذكر في ترجمة عفيف الآخر، وهو الذي يروي عنه ابن ابنه "فروة بن سعيد بن عفيف" أن ابن ماكولا فرق بينهما، وضبط هذا بالتصغير، "وذَكَر الأولى في الجادّة" يعني أنه ذكر عفيفاً الكندي- الذي نتحدث عنه هنا- في الذين لم يصغر اسمهم، ويرجح هذا سبب تلقيبه بهذا اللقب، إذ المناسب له أن يكون بالتكبير. ومما يؤيد ما رجحنا أنه "عفيف بن عمرو" أن الحافظ قال في ترجمته في التهذيب ٧: ٢٣٦ - ٢٣٧: "ووقع في المسند لأحمد أنه عفيف بن عمرو". وهذا الذي نقله عن المسند لم أجده فيه، والظاهر أنه ثابت في بعض النسخ، ويؤيده أن الحاكم رواه هكذا من طريق المسند. ابنه إياس بن عفيف: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "روى عن أبيه وله =