هذا نبأ ما سمعته، فنزلت إلى الصنم فكسرته جذاذا، وركبت راحلتي وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرح لي الإسلام وأسلمت، وقلت:
كسرت بادر أجذاذا وكان لنا ... ربا نطيف به ضلا بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا ... ولم يكن دينه شيئا على بالي
يا راكبا بلغن عمرا وإخوتها ... أني لما قال ربي بادر قالي
عني بعمرو وإخوتها بني خطامة، وهي بطن من طيئ، وهذه الأبيات ساقطة في «أسد الغابة» قال مازن. فقلت: يا رسول الله إني مولع بالطرب: أي مغرم به، وبشرب الخمر وبالهلوك: أي الفاجرة من النساء التي تتمايل وتتثنى عند جماعها:
وقيل الساقطة على الرجال أي لشدة شبقها، وألحت: أي دامت علينا سنون: أي أعوام القحط والجدب فذهبن بالأموال، وهزلن الذراري والعيال، وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحيا، ويهب لي ولدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالخمر ريا لا إثم فيه، وبالعهر أي الزنا عفة الفرج، وأته بالحيا: أي المطر، وهب له ولدا، قال مازن فأذهب الله عني ما كنت أجده، وتعلمت شطر القرآن، وحججت حججا، وأخصبت عمان يعني قريته وما حولها من قرى عمان، وتزوّجت أربع حرائر، ووهب الله لي حيان: يعني ولده وأنشأت أقول:
إليك رسول الله حنت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا ... فيغفر لي ذنبي وأرجع بالفلج
أي بالفوز والظفر بالمطلوب:
إلى معشر خالفت في الله دينهم ... ولا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
أي بالشين والجيم: أي لا شكلهم شكلي، ولا طريقهم طريقي.
وكنت امرأ بالعهر والخمر مولعا ... شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
أي البلاء.
فبدلني بالخمر خوفا وخشية ... وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي ... فلله ما صومي ولله ما حجي
قال مازن: فلما رجعت إلى قومي أنبوني: أي عنفوني، ولا موني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت: إن هجوتهم فإنما أهجو نفسي، وتنحيت عنهم وأتيت مسجدا أتعبد فيه، وكان لا يأتي هذا المسجد مظلوم فيتعبد فيه ثلاثا ويدعو على من ظلمه إلا استجيب له ولا دعا ذو عاهة من برص أو غيره إلا عوفي. ثم إن