واختلف الناس في عد طبقات أنساب العرب وترتيبها، والذي في الأصل عن الزبير بن بكار أنها ست طبقات، وأن أولها شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة بكسر العين المهملة، ثم بطن، ثم فخذ، ثم فصيلة قال: وقد نظمها الزين العراقي في قوله:
للعرب العربا طباق عدة ... فصلها الزبير وهي ستة
أعم ذاك الشعب فالقبيلة ... عمارة بطن فخذ فصيلة
أي فالشعب أصل القبائل، والقبيلة أصل العمارة، والعمارة أصل البطون، والبطن أصل الفخذ، والفخذ أصل الفصيلة، فيقال: مضر شعب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي وقيل شعبه خزيمة، وكنانة قبيلته صلى الله عليه وسلم، وقريش عمارته صلى الله عليه وسلم، وقصي بطنه صلى الله عليه وسلم، وهاشم فخذه صلى الله عليه وسلم، وبنو العباس فصيلته صلى الله عليه وسلم. وقيل بعد الفصيلة العشيرة، وليس بعد العشيرة شيء. وقيل بعدها الفصيلة قال: ثم الرهط. وزاد بعضهم الذرية والعترة والأسرة، ولم يرتب بينها. وقد ذكرها محمد بن سعد اثني عشر فقال: الجذم، ثم الجمهور، ثم الشعب، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم العشيرة، ثم الفصيلة، ثم الرهط، ثم الأسرة، ثم الذرية، وسكت عن العترة.
وفي كلام بعضهم: الأسباط بطون بني إسرائيل، والشعب في لسان العرب:
[باب: تزويج عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم آمنة أمه صلى الله عليه وسلم وحفر زمزم وما يتعلق بذلك]
قيل خرج عبد المطلب ومعه ولده عبد الله، وكان أحسن رجل في قريش خلقا، وخلقا، وكان نور النبي صلى الله عليه وسلم بينا في وجهه. وفي رواية أنه كان أحسن رجل رئاء بكسر الراء وبضمها ثم همزة مفتوحة: منظرا في قريش. وفي رواية أنه كان أكمل بني أبيه، وأحسنهم وأعفهم، وأحبهم إلى قريش، وقد هدى الله تعالى والده فسماه بأحب الأسماء إلى الله تعالى. ففي الحديث «أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن» وهو الذبيح.
وذلك لأن أباه عبد المطلب حين أمر في النوم بحفر زمزم بئر إسمعيل عليه السلام: أي لأن الله تعالى أخرج زمزم لإسمعيل بواسطة جبريل كما يأتي إن شاء الله تعالى في بناء الكعبة، أخرج زمزم مرتين: مرة لآدم، ومرة لإسمعيل عليهما الصلاة