وفي الاستيعاب: وقع اضطراب هل الشريك كان أبا السائب، أو ولده السائب بن السائب، أو ولد السائب وهو قيس بن السائب بن أبي السائب لا أخ السائب، وهو عبد الله بن أبي السائب. قال: وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة.
والسائب بن أبي السائب من المؤلفة، أعطاه صلى الله عليه وسلم يوم الجعرانة من غنائم حنين.
وبه يرد قول بعضهم إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا.
ومما يدل على أن الشركة كانت لقيس بن السائب قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية شريكي، فكان خير شريك: كان لا يشاريني، ولا يماريني.
ووجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم سمع قوله: كان شريكي وأقره عليه.
وذكر في الإمتاع «إن حكيم بن حزام اشترى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بزا من بزّ تهامة بسوق حباشة وقدم به مكة فكان ذلك سببا لإرسال خديجة له صلى الله عليه وسلم مع عبدها ميسرة إلى سوق حباشة ليشتريا لها بزا» .
وفي «سفر السعادة» أنه صلى الله عليه وسلم وقع منه أنه باع واشترى، إلا أنه بعد الوحي وقبل الهجرة كان شراؤه أكثر من البيع وبعد الهجرة لم يبع إلا ثلاث مرات. وأما شراؤه فكثير. وآجر واستأجر، والاستئجار أغلب، ووكل وتوكل، وكان توكله أكثر.
باب: تزوجه صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ابن أسد بن عبد العزى بن قصيّ
فهي تجتمع معه صلى الله عليه وسلم في قصي. قال الحافظ ابن حجر: وهي من أقرب نسائه صلى الله عليه وسلم إليه في النسب، ولم يتزوج من ذرية قصي غيرها إلا أم حبيبة، هذا كلامه.
وعن نفيسة بنت منبه رضي الله تعالى عنها: أي وهي أخت يعلى بن منبه. ففي الإمتاع منية أخت يعلى بن منبه، وعليه يكون ضمير وهي راجع لمنية لا لنفيسة.
قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة: أي ضابطة جلدة: أي قوية شريفة:
أي مع ما أراد الله تعالى لها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهم شرفا، وأكثرهم مالا: أي وأحسنهم جمالا، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة. وفي لفظ: كان يقال لها سيدة قريش، لأن الوسط في ذكر النسب من أوصاف المدح والتفضيل، يقال: فلان أوسط القبيلة: أعرقها في نسبها، وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك، قد طلبوها وذكروا لها الأموال فلم تقبل، فأرسلتني دسيسا: أي خفية إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع في عيرها من الشام، فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟ فقال: ما بيدي ما أتزوج به. قلت: فإن كفيت