للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب: وفاة أمه صلى الله عليه وسلم وحضانة أم أيمن له وكفالة جده عبد المطلب له]

أي اختصاصه بذلك.

ذكر ابن اسحق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت أمه لما بلغ ست سنين. وقيل كان سنه أربع سنين، وبه صدر في المواهب: أي وهو يرد القول بأن حليمة لما ردته إلى أمه كان عمره خمس أو ست سنين: قال: وقيل كان سنه صلى الله عليه وسلم سبع سنين، وقيل ثمان، وقيل تسع، وقيل اثنتي عشرة وشهرا وعشرة أيام اهـ.

ووفاتها كانت بالأبواء، وهو محل بين مكة والمدينة: أي وهو إلى المدينة أقرب. وسمي بذلك لأن السيول تتبوّأه: أي تحل فيه ودفنت به. فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم لما مر بالأبواء في عمرة الحديبية قال: إن الله أذن لمحمد في زيارة قبر أمه، فأتاه وأصلحه، وبكى عنده، وبكى المسلمون لبكائه صلى الله عليه وسلم وقيل له في ذلك، فقال: أدركتني رحمتها فبكيت وكان موتها وهي راجعة به صلى الله عليه وسلم من المدينة من زيارة أخواله: أي أخوال جده عبد المطلب، لأن أم عبد المطلب من بني عدي بن النجار كما تقدم، بعد أن مكثت عندهم شهرا ومرضت في الطريق ومعها أم أيمن بركة الحبشية التي ورثها من أبيه عبد الله على ما تقدم، فحضنته وجاءت به إلى جده عبد المطلب: أي بعد خمسة أيام من موت أمه، فضمه إليه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده.

هذا وفي كلام بعضهم: وبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أمه بالأبواء حتى أتاه الخبر إلى مكة: وجاءت أم أيمن مولاة أبيه عبد الله فاحتملته، وذلك لخامسة من موت أمه فليتأمل.

وكون موت أمه صلى الله عليه وسلم كان في حياة عبد المطلب هو المشهور الذي لا يكاد يعرف غيره، وبه يرد قول من قال إن موت عبد المطلب كان قبل موت أمه صلى الله عليه وسلم بسنتين.

أي وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأم أيمن: «أنت أمي بعد أمي» ويقول: «أم أيمن أمي بعد أمي» وفي القاموس: دار رابغة- بالغين المعجمة- بمكة فيها مدفن أمه صلى الله عليه وسلم، ولم أقف على محل تلك الدار من مكة قال: وقيل توفيت: أي دفنت بالحجون بشعب أبي ذؤيب، وغلط قائله.

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فمر على عقبة الحجون وهو باك حزين مغتم، فبكيت لبكائه، ثم إنه طفق» أي شرع يقول: «يا حميراء استمسكي، فاستندت إلى جنب البعير، فمكث عني طويلا ثم عاد

<<  <  ج: ص:  >  >>