للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن عبيد الله بن عمر على كثرة أصحابه العارفين بحديثه مما يُعد منكراً عند أهل العلم (١) ؛

لاسيِّما وأنه قد رواه غيره من أصحاب عبيد الله بن عمر الثقات، بدون ذِكر "الصوم" في الحديث، وهذا أكبر دليل على أن ذِكر "الصوم" منكر في هذا الحديث، وسيأتي تفصيل ذلك، وكلام أهل العلم في إنكار هذه الزيادة عليه في الحديث.

وقبل ذلك، ينبغي أن نقف قليلاً عند قول الإمام الدارقطني:

"هذا إسناد حسن ... ".

فقد فهم منه أخونا الفاضل المعنى المتبادر، والمقرر عند العلماء المتأخرين من هذا المصطلح " الحسن "، ففهم أن الإمام الدارقطني يثبت الحديث بمقتضى هذا، ثم ذهب في موضع آخر (٢) إلى أن تحسين الإمام الدارقطني هذا الحديث لسعيد بن بشير مما يرفع من حاله، وينفعه في التوثيق.

وفي كل هذا نظر ‍! !

فأولاً:

لو سلمنا بأن الإمام الدارقطني قصد " الحسن " بمعناه عن المتأخرين لما كان تحسينه لهذا الحديث مما ينفع سعيد بن بشير، ويرفعه فوق المكانة التي أنزله عليها الأئمة، وهو أنه ضعيف الحفظ، لا يحتج بما


(١) وهذا؛ ما أشار إليه الإمام مسلم في "مقدمة الصحيح" (١/٥-٦) وانظر: "لسان الميزان" (٢/٤٠٢-٤٠٣) ، وما سيأتي في المثال الأول من "فصل: الشواهد.. وتصحيف المتن".
(٢) في كتابه " قرة العينين.. " (ص ٣٧) .

<<  <   >  >>