للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ً؛ إلا أنه كان يقول بالإرجاء، ولا ينكر لرجل سمع من رجل ألفاً أو ألفين، أن يجيء بحديث غريب ".

فليس هذا القول من الإمام تصحيحاً منه للحديث، بل غاية ما يدل عليه، هو أنه لا ينبغي أن يضعف شبابة لمجرد خطئه في حديث واحد عمن هو مكثر من الرواية عنه.

وهذا؛ ما فهمه الإمام ابن عدي، فقد قال في آخر ترجمته:

" وشبابة ـ عندي ـ إنما ذمه الناس للإرجاء الذي كان فيه، وأما في الحديث؛ فإنه لا بأس به، كما قال علي ابن المديني، والذي أُنكر عليه الخطأ، ولعله حدث به حفظاً ".

فكون الحديث خطأ شيء، وكون رواية المخطئ فيه يضعف به شيء آخر، ولا تلازم بينهما، كما هو معلوم.

وبالله التوفيق.

مثال آخر:

حديث: سعيد بن أوس النحوي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا بلال! أسفر بالصبح؛ فإنه أعظم للأجر ".

أخرجه: ابن حبان في ترجمة سعيد هذا من " المجروحين " (١) ، ثم قال:

" ليس هذا من حديث ابن عون، ولا ابن سيرين، ولا أبي هريرة


(١) ١/٣٢٠-٣٢١) .

<<  <   >  >>