للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

؛ إنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط ".

قلت: وسعيد هذا، صدوق؛ إلا أن هذا الحديث من أوهامه دخل عليه إسناد حديث في إسناد آخر.

ولهذا؛ قال الذهبي في " الميزان " (١) :

" ذكره ابن حبان ملينا له؛ لأنه وهم في سند حديث: أسفروا بالفجر ".

مثال آخر:

روى: زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أنه اطلع على أبي بكر وهو آخذ بلسانه، فقال: لساني هذا أوردني الموارد.

رواه: الناس، عن زيد بن أسلم، وإن كانوا قد اختلفوا عليه في إسناده، إلا أنهم اتفقوا على أنه من حديثه، وليس من حديث غيره.

فجاء النضر بن إسماعيل أبو المغيرة القاص، وفيه ضعف، فرواه بإسناد آخر، يختلف عن هذا تماماً.

فقال: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر، به.

وهذا الإسناد؛ من حيث الظاهر يصلح للاعتبار، فربما جاء من يقوي حديث زيد بن أسلم.

لكن؛ انظر كيف كان نقد الإمام أحمد ـ عليه رحمة الله ـ لهذا الإسناد؟

قال (٢) : " لم يكن ـ يعني النضر بن إسماعيل هذا ـ يحفظ الإسناد؛ روى عن إسماعيل حديثاً منكراً، عن قيس: رأيت أبا بكر أخذ بلسانه! ونحن نروي هذا، وإنما هذا حديث زيد بن أسلم " اهـ.


(١) ٢/١٢٦) .
هذا؛ وقد استوعب الشيخ الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ طرق حديث رافع لهذا المتن في " الإرواء " (٢٥٨) .
(٢) " العلل " لابنه عبد الله (٥٣١٩) .

<<  <   >  >>